تابع احلامك ورافق افكارك
العقيد بن دحو
الحلم احد
المكونات الاساسية للابداع ، قبل الكلمة ؛ تلك التي كانت في البدء. و قبل الفكرة و
حتى قبل الفعل ؛ فعل المحاكمة و التفكير .
للحلم
اهميته حتى ان كان حلم الاطفال، حلم
اليافعين و حلم المراهقين ، بل حتى حلم
البالغين و كبار و قادة الساسة و رجال الدولة في الثقافة و المجتمع و الاقتصاد.
حتى ان كانت
احلام اليقظة و احلام النوم ، كوابيس لا
اول لها و لا اخر ، و حتى ان كانت اضغاث احلام.
ولعل مدرسة و
مذهب ادبي فني قدم قي مجرى حياته القوافل من الشهداء. كان قائما اساسا على الحلم
في المقام الاول. المدرسة السيريالية / Surealisme
ما وراء الواقع كان هذا لغة اما اصطلاحا
: فهي التعبير عن خواطر النفس في مجراها الحقيقي بعيدا عن اي التزام يفرضه العقل
او المنطق ، ثم الايمان بسلظان الاحلام المطلق.
فلولا الحلم
عموما بعيدا عن اي فلسفة ؛ اذ الانسان حالم في المقام الاول . قائم عن الثورة الخلاقة ، اذ لا حلم مطلق دون
حرية مطلقة.
اذ : لا حرية
لاعداء الحرية . و لا حلم لا عداء الحلم.
فكل الثورات المادية و اللامادية التي شهدتها البسيطة كانت قائمة على الحلم اولا.
فتلك الاحلام
الوردية البسيطة هي التي جعلت المصباح، ينير في كل بيت بل يخلق ثورة انسانية مدوية لا يزال صداه يدهش
و يذهل المعمورة.
ذاك الحلم
البسيط الساذج الجمعي ، لطالما اعتبر القمر تسكنه الهة وربات الجمال ، ( فينوس) !
و هاهي الرحلات المكوكية الماهولة ، عبر سفينة الفضاء تطا ارض و اديم قديم بعد حلم
طويل راود الرواد طويلا. . و انتقل بهم حلمهم اللازوردي من الارض الى عنان السماء
حيث اكتشفوا ان القمر كوكب خالي من الحياة. تنعدم فيه الجاذبية الارضية و الحياة ،
ليزداد الحلم حلما و يصبح القمر ما هو الا
محطة لا كتشاف محطة اخرى يتحقق قيها حلم حياة افضل بعيدا عن التلوث
الايكولوحي و بعيدا عن ظلم الانسان لاخيه
الانسان... و حلم اكثر لحياة افضل.
هذا الحلم
البسيط هو الذي اوصلنا بعملية سحرية بسيطة الى ان يعيش الانسان اللحظة عبر كافة
ساكنة الارض عبر جهاز هاتفي ذكي ، حطم اسطورة الواسطة التي كانت قائمة بين الشخص و
العالم.
لم يعد احدا
يقرر مكان احد ، صار الانسان سيد تقرير مصيره ، يقرر ما الذي يقوم به في اللحظة
التي بختارها هو.
منصات شبكات
تواصل الاجتماعي صارت تدعو الفرد الى الانتماء الازرق بعد ان فشلت مختلف الوان
الاننتماءات الاخرى ، صارت تدعو الواحد
منا بما يفكر ، اكثر بما يلهو و بما يتسلى
!.
ان يلعب صحيح
، لكنها لعبة الكبار ، لعبة عميقة الجذور ، القصد منها اعادة التوازن ما بين
الاتسان و المحيط. بماذا نفكر ؟
تدعونا مجددا
لنكون شركاء اكثر من ان نكون فرقاء.
(فرصة كونية)
لتحقيق حلم الانسان في الطيران و بالغوص في الاعماق في نفس الوقت ، اسطورة (
ديدالوس و ابنه ايكار) ، بل بغية تحقيق اسطورة انسان هذا العصر ان نكون في مستوى
تطور الخليقة لا ان يكون البعض منا (ذبابا) يتصف بالخسة ، الندالة ، الزراية ، العفونة ، و العطانة !
و ليته كان
ذبابا دراميا ( سارتريا) او ذبابا ( اورستيا) او ذبابا ( اليكتريا) انما هو ذبابا الكترونيا قائما على المرض
الرقمي الذي اصاب جهاز العصبي البشري عن التفكير !.
ان يحلم
مجددا ان يفكر مجددا كيف يتعلم من جديد كيف يحلم ، كيف يفكر ،و كيف
يتفاعل من جديد.
ان نكون في
مستوى هذه المنصات و شبكات التواصل الاجتماعي
، ان نكون في ( موضع تفكير) لا ان نفكر !
و مادام
بعضنا لا يزال يحلم ، فالتفكير قائم فينا.
هذا التطور
الثقافي الحضاري وضعنا من جديد في اختيار بين ان يكون هذا العصر عصر ( ذباب) ، و
بين نظل نحافظ على قيمنا بل ان نطورها
كبشر كل ما يمكن ان نقول له قيمة انسانية.