العيد والكتابة
===العقيد بن دحو=====
===العقيد بن دحو=====
العيد فرصة منحها الله لعباده المسمين ليتبعون نهج رسوله الأكرم صلى الله عليه وسلم.
وكما لكل الاجناس ومختلف الشعوب عيدا , وحتى من ليس له عيد له عيد.
كانت دائما توجد لحظة مسحورة , آسرة ساحرة في مجرى التاريخ يعبر فيها المرء عن فرحه وسروره على هذا السانحة او الهية او هذه العطية والوهبة , وبالتالي لابد ان تقابل بالشكر والحمد للمانح , بتقديم الفرابين والأضاحي.
لقد عرفت وشهدت أمم خلت , كانت تختلف عنا بالعرق والبيئة والتاريخ , كانت لا تلهم ولا تبدع إلا اذا قدمت القرابين والغناء والأناشيد لمعتقداتهم الدينية , لأبطالهم و اشباه الهتهم وألهتم , فكم من هدايا وقرابين وضفائر العذارى , قدمت وقربت لإله الشعر ( أبولو ) وغيره , فأبدعوا واحسن الإبداع , وكتبوا واحسنوا الكتابة.
وعلى الرغم الكتابة معاناة . وخسارة ما بعدها خسارة للبريق البشري , ونزيف سرمدي مستمر حاد للدم الانساني , إلا انه التعزية والشفاعة والعزاء , والتطهير والتكفير , الذي يؤدي الى التغكير والتغيير الى ما هو احسن, في حين قدم الكاتب الفنان نفسه قربانا من اجل اسعاد البشرية .
كم هو سعيد ذاك الذي ينقذ الناس وهو يحترق , انقاذا معنويا , يكون السبب في توعية الملايين من البشر , المعلم والممتع وتن يوفر الفرح والسعادة , في حين يكون عرضة للمساءلة التي تسجن حريته ومساواته , او ان يستشهد جراء مبادئ كان دائما يؤمن بها , وكانت دائما مكاشفة لأفعال الأخرين , ولجور وظلم الانسان لأخير الانسان.
الكتابة عيد , وقدر على الكاتب ان يمارس مهنة المتعب هذه , مهنة الاحتراق , مهنة وحرفة التضحية بالنفس , وهو يكتب ولا يدري بأن الحمام او الموت او السجب او النفي او التشرد او التهميش او القتل الرحيم يطوف غوق رأسه صبحا ومساء , ولا ينتظر إلا أصدار الأوامر لينفذ الرحيم والرجيم من كل هذه العقوبات.
ومع هذه قدر على الكاتب ملح هذه الخليقة ان يظل يكتب حتى لا يذق عنقه , ولو ان عنقه سيذق يوما لا محالة , حتى ان شهدا العالم سفره الأخير الى سفر لايؤوب منه مسافر. تبقى كتاباته التي لا تغتال ولا تقتل , ويبقى وراءه اجياله الفكرية والادبية التي سوف سنظل تردد افكاره وافعاله الى أبد الأبدين , وكابر عن كابر.
الكتابة عيد ولا يوجد للكاتب يوم راحة او يومين او ادنى من ذلك مدفوع الأجر , وانما سيكون مدفوعا من ذمه قربانا للبشرية جمعاء , ومع هذا تبخل عليه بكلمة شكر او ابتسامى محاباة.
مبروك عيدكم , والعيد قائم على ابداع , فأبدعوا واكتبو في مجرى الزمن لحظا ولفظا واشارة , على الورق كتابة وعلى الركح ومضة ,وعلى الحجر نقشا , وبميدان العمل كل هذا , ما يبقى بعد ان تخسر كل شيئ.
هنيئا لكم بالعيد وبأي طريقة كانت وعلى أي مذهب , فالعديد من الأجناس و الأمم تحسدكم على هذه الفرحة الكبرى.
***********************
***********************