كوى الملابس هاني الهندي
في مخيم المحطة
في مخيم المحطة
اعترض نبيل ابن السادسة على طريقة أمه في
كي ملابسه دون ملابس أبيه قبيل العيد، فقد تعودت كل ليلة عيد طي بنطال نبيل ووضعه
تحت فراش النوم لإخفاء (الكرمشات)، وإذا جاء الصباح يكون البنطال (مسهمدا). هكذا
كانت طريقة كي ملابس الأطفال في المخيم خاصة ملابس عيد الأضحى (العيد الكبير)،
لأنه يكون قد استعملها في عيد الفطر (العيد الصغير)
ابتسمت له وقالت: لأنك صغير يا ولدي.
ـ لكن العيد للصغار كما تقولون.
ـ وللكبار أيضا، عنما تكبر يا ولدي ستذهب
أنت بنفسك إلى الكوّى تحمل ملابسك وملابس أبيك.
ـ بل سأفتح محلا لكوي الملابس، وسأكوي
ملابس الأطفال.
ـ دون أن تتعلمها؟
ـ كنت أراقب العم مسعود السعدي عندما يضع
المكواة على (بابور الكاز) ثم البنطال أو القميص على الطاولة الخشبية المغطاة
بالقماش، ثم يفرد فوق البنطال خرقة يرشها بالماء، كنت أسمع (طش) المكوى عندما
يلامس الخرقة.
ضحكت أم نبيل وهي تحتضن ولدها.
قال ورأسه يلتصق بصدرها: هل يوجد هناك محال
أخرى لكوي الملابس في المخيم؟
ـ نعم يا ولدي، كما ترى محل مسعود السعدي
مقابل فرن أبي موسى الزق بجانب بقالة أبي بسام وسط المخيم، فتح أحمد (أبو رفعت) في
شرق المخيم، ومحل سعيد أبو ميّالة مقابل طلعة الهاشمي الجنوبي، أما أبناء الأخرس
فقد فتحوا مصبغة فلسطين في 15/3/1965 في آخر المخيم مجهزة بآلات حديثة، وهي
المصبغة الوحيدة في مخيم المحطة التي ما زالت تعمل حتى الآن.
ـ ما معنى مصبغة يا أمي؟
ـ عندما تكبر ستعرف كل شيء
ونام نبيل في ساعة متأخرة من الليل بانتظار
العيد.
***********************
***********************