جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
قصةمسابقات

لقاء في القطار


قصة / لقاء في القطار
الفائزة بالمركز الأول بمسابقة القصة القصيرة

* بقلم القاص / رضا محمد الجمل / مصر
.....

دخل مسرعا قبيل غلق باب القطار لاحقا بابنته الغرة، انتهى إلى مقعد فارغ ضمن المقاعد الطويلة المتقابلة لتجلس الصبية على رجليه.
مازح صبيا وسيما في عمر ابنته كان قد انتوى ان يأخذ ذلك المكان، عاد الفتي دون ضجر مبتسما ليجلس على رجل أمه.
أومأ لأم الصبي اعتذارا فابتسمت ولا تدري لماذا ابتسمت فمن حدودها التجهم لأي رجل تفاديا للنفوس المريضة، أطالت النظر له ولا تدري أيضا لماذا، وكأن روحها تمردت على عمر من الدربة والترويض، هناك شيء غير مفهوم زلزلها.
عقلت نفسها وصرفت عينيها عنه تعدل من حجابها وتجذبه ليداري خديها لتقترب من أذن ولدها تهامسه وقد بدا عليها الاضطراب.
لا يدري هو أيضا لماذا انتابه ذلك الشعور بالدفء حين نظر لعينيها برغم ما تحويه من أسى وإرهاق.
سيدة قاربت الخمسين نحتت التجارب بجبينها الأبيض خطوطا رفيعة، وتهدل جفناها قليلا على عينين نجلاوتين، بأنف امبراطوري مرفوع وفم مقوس لأسفل كرسم لوجه حزين. بملابسها البسيطة بدت أنيقة في عينيه، وبلا مساحيق تجميل بدت له جذابة للغاية.
زجر نفسه عن التفرس في ملامحها خشية أن تنتبه لذلك ونظر إلى ابنته الغضة التي تشبهه كثيرا في صباه.
عربة القطار المكيفة والكراسي النظيفة، وخلو المكان من الباعة ودخول الليل قليلا أضفى على المكان والركاب حالة من السكينة.
الركاب يتجولون بأعينهم، يقرأون المحطات أعلى الباب، يتفرسون في بعضهم، وأغلبهم منكفء على جهازه المحمول يقلب برامج التواصل دون هدف.
انتبه للصبي أمامه يرنو لابنته دون انقطاع، نظر لابنته فوجدها تبادله النظر، فقطع ذلك الخط بمحادثتها بصوت عال فجأة : ليلى !
حين نطق بذلك الاسم، ابتسم الصبي ومال على أمه يهامسها : اسمها على اسمك يا أمي.
فزجرته الأم والرجل يتابع بنصف اهتمام منزعجا، قالت الأم بصوت خفيت مسموع:
لا يصح يا كامل، ما لنا والناس.
طرق الاسم سمعه فظن أنها تخاطبه هو، ثم تسمرت عيناه عليها كمن به مس وكأنه سحب داخل ألة الزمن، يجتر وجهها الجميل وعينيها التي أدمن التيه والغرق بهما، فقام غير منتبه لابنته التي تجلس على رجليه قائلا: ليلى !
فوقفت المرأة مشدوهة : كامل !
رد الصبي والفتاة في صوت واحد بعد أن وقعا على الأرض جالسين: نعم !!

رضا محمد الجمل / مصر




***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *