جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

- أنتَ شاعرٌ رديء

- أنتَ شاعرٌ رديء

- أنتَ شاعرٌ رديء

 


هذا ماتُردِّدهُ زوجتي دائماً على مسامعي

 

عندما تكونُ غاضبةً منِّي

 

- بل أنت لستَ بشاعرٍ أصلاً ـ تقولُ

 

عندما تكونُ غاضبةً أكثر

 

ابنتي الكبرى تَمَلُّ سريعاً من سماعِ قصائدي

 

لاتذكرُ أنَّها أكملتْ قراءةَ قصيدةً واحدةً لي

 

حتَّى نهايتها

 

مع أنَّها تحفظُ كلَّ أشعار نزار قبَّاني

 

ابنتي الصغرى لاتفهمُ ماأكتب

 

- أنت تكتبُ أشياءَ غريبةً ياأبي ـ تقولُ

 

وتهربُ منِّي لسماعِ أغنيات

 

وائل كفوري وماجد المهندس

 

ابني المراهق لايأبهُ بكلِّ هذا

 

لايفقهُ إلاَّ في كرة القدم والبلايستيشن

 

مَثَلهُ الأعلى في الدنيا: رونالدو !

 

نساءُ حارتنا الشَّقيَّات

 

يتغامزْنَ عندما أعبرُ من أمامهنَ

 

حاملاً كَوْمةَ أوراقي

 

يتهامسنَ بكلماتٍ غير مفهومة ..ويضحكنَ .. كأنِّي بهنَّ يقلن:

 

ـ هذا شاعرنا " الأنْتِيكا "

 

مواقع النشر الالكترونيه

 

لم تَرُقْ لها قصائدي

 

بدعوى أنَّها لاتحققُ المعايير

 

وبأنِّي أكتبُ أشياءً مَلْغومه

 

وأحياناً أحْشُرُ أنفي

 

فيما لايعنيني

 

أصدقاءُ صفحتي على الفيس

 

يُكثرونَ لي من اليكات

 

وقليلاً من التعليقات

 

المقتضبةِ والخجوله

 

منذ يومين

 

جارتنا المُدرِّسةُ الجميله

 

في الطابق الأرضيّ

 

الثلاثينَّيةُ العزباء

 

كتبتْ لي تعليقاً

 

لأوَّلِ مرَّه

 

"جميلٌ ورائع.. دامَ إبداعك"

 

أحسستُ بالنَّشوه

 

التقيتها في الصباح ..شكرتُها

 

سألتها عن رأيها فيما أكتب

 

تلكَّأتْ وارتبكتْ واحمرَّ وجهها

 

أدركتُ بأنَّها

 

لم تقرأ شيئاً مما كتبت

 

ـ أنا شاعرٌ رديء

 

زوجتي مُحِقَّه

 

ولستُ بشاعرٍ أصلاً

 

..

 

..

 

أمي امرأةٌ عجوز

 

في الثمانينَ من عمرها

 

لاتجيد القراءةَ والكتابه

 

تقضي جُلَّ وقتها على فِراش المرض

 

نادراً مانسمعُ صوتها

 

نكادُ لانشعر بوجودها في المنزل

 

تأخذُ دواءها وتنام باكراً

 

البارحه !

 

وفي تمام الساعةِ ِالعاشرةوخمسِ دقائق ليلاً

 

فتحتْ عينيها

 

على غير عادتها

 

كأنما أفاقت من حلمٍ جميلٍ

 

تأمَّلَتني قليلاً

 

همستْ لي بهدوءٍ :

 

أسمِعني شيئاً ممَّا تكتب

 

مِن هذا الذي تسمونهُ

 

شعراً

 

ابتسمتُ وقلتُ في نفسي :

 

ـ لعلَّها الحمَّى !

 

سايَرْتُها

 

وقرأتُ لها بصوتٍ متثاقل

 

سطرين أو ثلاثه

 

ممَّا كتبت

 

ثم سكَتُّ !

 

أومأتْ لي برأسها

 

أنْ أَكْمِلْ

 

تمَليتُها طويلاً

 

اقتربتُ أكثرَ منها

 

تفرَّستُ في وجهها

 

ثم بدأتُ أُلقي عليها قصيدتي

 

بصوتٍ واضحٍ ومسموع

 

انسابتْ الكلماتُ من فمي

 

بدفقٍ عاطفيٍّ عجيب

 

أُشيرُ بيديَّ بانخفاضٍ وارتفاع

 

كأنِّي فوق منصةٍ

 

وأمامَ جمهورٍ كبير

 

لستُ أدري ماالذي حَمَلَني على ذلك

 

قرأتُ وقرأتُ

 

حتَّى أنهيتُ القصيدةَ كلَّها

 

 

 

صمتَتْ برهةً ثم قالت :

 

أتعلمُ ياولدي !

 

ـ أنا لاأفهمُ شيئاً ممَّا تقول

 

لكنَّكَ تقولُ شيئاً جميلاًً

 

شيئاً جعلني في حالٍ أحسن !!

 

"أغمضتْ عينيها .. وعادت للنوم"

 

البارحه فقط

 

تماماً عند العاشرةِ وخمسِ دقائق ليلاً

 

..عرفتُ بأنَّني .. " شاعر "

 

عبدالوهاب هديب ـ سوريا


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *