من أحاديث النفس :
من مصنّف لى بعنوان [[ اللغة العربية عظمة وثراء وخلود ]] ،، أقتطف للقاريء الكريم ما يأتى :
(( أفعال أمر تقع بحرف واحد )) :
*******************************
تتميز
وتتفرد لغتنا العربية بميزات وتفردات عجيبة ، تدعو إلى كامل الفخار والاعتزاز بها
، وليس هناك ثمة مبالغة حين نؤكد أنه لا توجد أية لغة أخرى من لغات الناس فى دنيا
البشر أجمعين تقرب من تفردها وصدارتها ، فضلا عن أن تشابهها أو تماثلها ،
والأمثلة
على هذه الحقيقة أكثر من أن تُحصر ،، فضلا عن أن تُحصى أو تُعدّ ،،
وهذه
جملة من الأفعال ، تقع على حرف واحد ، تأخذ كل منها صيغة فعل الأمر :
1
ــ ( أ ) ،،، من وأى وأياً ، أي وعد ،، والأمر : ( إِ ) ، والتثنية : ( إِيا )
2
ــ ( تِ ) ،،، من أتى يأتي ، والأمر ائت ،
وبعض
العرب يقول : ت يا زيد ، ( بحذف الهمزة الثانية تخفيفا ، وهمزة الوصل استغناء) .
3
ــ ( ثِ ) ،،، من وثى يثى ، ووثيت يده ، والوثى : الأوجاع .
4
ــ ( جِ ) ،،، من وجى يجي ، أي قطع .
five ــ ( حِ ) ،،، من الوحي ، بمعنى الكتابة
والإشارة والكلام.
6
ــ ( خِ ) ،،، من الوخي وهو القصد ، من باب وعى .
7
ــ ( دِ ) ،،، من ودى يدى ، أي دفع الدية ،والتثنية : (ديا) ، والجمع : (دوا) .
8
ــ ( رَ ) ،،، من رأى يرى الهلال ، هذه مفتوحة ،،، والبواقي مكسورة كلها .
nine ــ ( رِ ) ،،، من ورى القيح جوفه ، أي أفسده
، ووزنه كوعى .
10
ــ ( سِ ) ،،، من وسى زيد رأس عمرو ، أي حلقه بالموسى .
eleven ــ ( شِ ) ،،، من وشى يشي وشيا, والوشي :
نقش الثوب .
12
ــ ( صِ ) ،،، من وصى زيد الشئ بالشئ وصية ، أي وصله .
13
ــ ( عِ ) ،،، من وعى يعى ، أي حفظ وجمع ،
وفي
الحديث الشريف : " ربّ مبلَّغ أوعى من سامع " .
14
ــ ( فِ ) ،،، من وفى يفي ، من باب وعى ، وهو من الوفاء .
15
ــ ( قِ ) ،،، من الوقاية وهي الصون ، وهي مثلثة الواو ، بمعنى الحفظ .
sixteen
17
ــ ( لِ ) ،،، من ولى يلى ، والولى : القرب والدنو ، والولاية : الإمارة .
18
ــ ( مِ ) ،،، من أومى يومى ، أو ومى يمى ، والأمر: مِ يا زيد برأسك ، أي أشر به ،
وليس في القاموس ومى يمى ، وإنما فيه ومأ يمأ ، كوضع يضع.
19
ــ ( نِ ) ،،، من ونى ينى , أي تأنى أو تعب, والوني الفترة.
20
ــ ( هِـ ) ،،، من وهى يهى ، أي سقط وضعف.
وقد
نظم القاضى العلامة المؤرخ الأديب الشيخ/محمد الخضري ( ت 1345هـ = 1927م ) رحمه
الله تعالى بعض أفعال الأمر التى تقع بحرف واحد فقال:
إني
أقول لمن تُرجى شفاعته *** قِ المستجير قياه قوه قي قِينَ
و
إن صرفت لوال شغل آخر قل *** لِ شغل هذا لياه لوه لي لين
و
إن وُشي ثوبُ غيري قلت في ضجر *** شِ الثوب ويك شياه شوه شي شين
و
قل لقاتل إنسان على خطأ *** دِ مَن قتلت دياه دوه دي دين
و
إن همُ لم يروا رأيي أقول لهم *** رَ الرأي ويك رَياه رَوه رَي رَينَ
و
إن همُ لم يعوا قولي أقول لهم *** عِ القول مني عياه عوه عي عين
و
إن أمرت بوأيٍ للمحب فقل *** إِ من تحب إياه أوه إي إين
و
إن أردت الونى وهو الفتور فقل *** نِ يا خليلي نياه نوه ني نين
و
إن أبى أن يفي بالعهد قلت له *** فِ يا فلانُ فياه فوه في فين
و
قل لساكن قلبي إن سواك به *** جِ القلب مني جياه جوه جي جين
فهذه
عشرة أفعال ، كلها بالكسر إلا ( رَ ) فيفتح في جميع أمثلته ، لفتح عين مضارعه ،
وكلها متعدية إلا ( نِ ) فلازم ، لأنه بمعنى تأنّ ، والهاء في ( نياه ) هاء المصدر
، لا المفعول به .
ولن
تجد شيئا من مثل هذه العظمة فى أية لغة من لغات الناس فى دنيا البشر أجمعين ،،
والتحدى
قائم إلى يوم يبعثون .
ومن
ثم ،،، فبيقين تام ،،،،، لا نقص فيه ، ولا مزيد عليه ،،،،، نقول بلسان العزة
والفخار :
[[
اللغة العربية عظمة وثراء وخلود ]] .
فتأمل
.
صلاح
جاد سلام
أكتب تعليق