هنا ، لا تباع الكوابيس ..
هنا ، لا تباع الكوابيس ..
أنيس عبيد/تونس/
_________________
هنا ، لا تباع الكوابيس
..
_________________
كي أغفو في نومي
أسيّج ضفاف جفوني بغراء
كتب عليها :
" صنع لنوم عميق
دون كوابيس " ..
ثم أغمض عيني جيدا ..
أرمي صنّارتي في السديم
الكوني المشترك بيني وبينكم ..
أرمي ..
وأنتظر ..
يجب أن أنتظر ..
فالصائدون المعتلّون
بالأرق والسأم العظيمين مثلي ، لا يُحصوْن ..
أنتظر ،
حتى يَعْلق بصنارتي حلم
حالم مثلي .. لكنه لا ينتظر ..
في وقت الذروة يرتّب
خازن السديم حركة المرور..
لذلك ،
أنتظر ..
أنتظر كمواطن صالح جدا
.. يخاف أن ينهره مواطن غير صالح جدا.. أو عون مرور يقال أنه لازال يتدرّب على
فكرة الجمهورية ..
□□□
أرمي ..
وأنتظر ..
حتى يعود حلم ، بعد ان
يفرغ من أداء مهمته في تخدير واحد مثلي موبوء بالأرق القاتل ..
□□□
أرمي ..
وأنتظر ..
حتى يعود حلم ما مبتسما
، بعد أن كحّل جفن عاشق أو عاشقة بواحدة من ألف ليلة وليلة ..
□□□
أرمي ..
وأنتظر ..
هناك ،
في السديم الكوني ندرة
في الحكايا ..
أحلام تحت عددنا ..
فالعرض هناك ، أقلّ من
الطلب ..
لذلك أرمي صنارتي كغيري
..
وأنتظر ..
فهل تحسب أن صناعة
الحلم يسيرة ..!؟
هل تخال أن صناعة الوهم
الجميل كصناعة الدولة في عالم رتّبوه منازلَ
فكنا في ثالثه ..
أو في ذاك الذي "
يسير في طريق النموّ " ..!؟
بالمناسبة ،
قهقهو معي عميقا ..
كم تضحكني هاذي العبارة
:
"عالم يسير في
طريق النموّ .."
أذكر أن أستاذ التاريخ
و الجغرافيا كان يخفي إبتسامة إيديولوجية جميلة من هكذا عبارة ماكرة..
□□□
أرمي ..
وأنتظر ..
حتى يغتسل حلم من
أدرانه بعد أن شوهه ساقط من سقّاط آخر الليل..
عفوا ،
أعني من سقّاط آخر
الوطن ..
ففي آخر الليل لا يوجد
ساقطون .. يوجد فقط سكارى ومشرّدون وبائعات هوى بقلب كبير ..
□□□
أرمي ..
وأنتظر ..
أحيانا يعود حلم مسرعا
ليغتسل .. لكنه لا يتذمر لحلم آخر من صنيع حريف غريب ..
فالحلم النبيل يعتقد
أن مجالس المنامات..
بالأمانات..
□□□
أرمي إذن ،
وأنتظر ..
مرة ثقلت صنارتي على
غير عادتها ..
يا الله ..!
حُلمان مرة واحدة ..!
ولأني لست جشعا،
أهديت واحدا منها لطفلة
شاهدتها في التلفاز قبل ليلة ..
إسمها " أحلام
"
وتحلم بأن تبيع أمها
الحلفاء بملّيم رمزي في سوق ليبرالية وقحة
كي تبتاع حذاء ..!
من فرط رغوة السعادة ،
نامت المسكينة ليلتها
بإبتسامة الشهداء
فقط ،
لأن الحلم
كان حذاء ..!
□□□
أرمي ..
وأنتظر ..
وأنا الذي يملّ
الإنتظار ..
مرة ،
مللت من ملل الإنتظار
..
نطرت صنارتي دفعة واحدة
فشعرت برعشة قوية ..
يا الله ..!
العالقة بصنارتي ،
كانت صنارة حبيبتي ..!
إلتفتّ على يميني
فإذا أنا جدا مرتبك ..
وهي مثلي ، جدا مرتبكة
..
إثر نظرة واحدة لا غير
،
علّق كل واحد منا
ارتباكه بصنّارته
وقبّلنا بعضينا ،
قُبلةً .. عريضة .. واحدة ..
ذبنا في عجين الأبدية
دون رغوة حلم ..
و أيقنّا
أنه هنا فقط ،
لا تباع الكوابيس ..!