جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
أدبصلاح جاد سلامقصة

انت طَابّة يا مستورة ؟

 

من أحاديث النفس :

 

من مصنّف لى بعنوان [[ قصص وأقاصيص ]] ، أقتطف للقاريء الكريم ما يأتى :

 


(( انت طَابّة يا مستورة ؟ ))

 

***********************

 

فى حقبة من الزمان كانت اتوبيسات النقل العام فى القاهرة مثالا صارخا للزحام ومشاكله ، وأيضا طرائفه ،

 

كان صاحبنا رجلا صعيديا ، تجاوز الخمسين من عمره ، محافظا على زيه الصعيدى ،،

 

الجلباب والعمة والملفحة ،،

 

والملفحة بالذات لو سألته عن فائدتها لتلعثم فى الاجابة ،، إلا أن تكون أداة احتياطية توضع فيها بعض الفاكهة أو الحبوب أوأى شيء من السوق إلى المنزل.

 

ثم إن صاحبنا على الرغم من كثرة تردده على القاهرة بصورة منتظمة ، إلا أنه يحتفظ بالمرادفات الصعيدية بلا ثمة تغيير ، ولا حتى فى النبرة أوإخراج الحروف ،،،

 

وكان كثير الركوب لاتوبيس النقل العام ، الذى كان مكدسا على الدوام ، بل إن أحشاءه دائما خارجة منه بشكل واضح ،،،

 

ونعنى بالأحشاء ، أولئك الركاب الذين ليس لهم من نصيب فى الاتوبيس إلا موضع ربع قدم واحدة فقط ، إن كان لذلك مستطيعا ،،،،،،،،،،،،، ومحظوظا ،،

 

ولآن صاحبنا قد تمرّس على ركوب الاتوبيسات القاهرية ،، وكلها فوق المكتظة ،

 

وله معها ذكريات متعددة مؤلمة ، إذ كثيرا ما سُرقت حافظة نقوده الخاوية ، التى ما كان يزيد محتواها عن البطاقة العائلية وبعض قصاصات من ورق ، فيها عناوين مختلفة ،،

 

كان ينزل ضيفا على ابن عمته ، ويبيت فى حجرة مخصصة للضيوف من أمثاله ، مكانها فى الدور الأرضى ، ولها دورة مياه خاصة بها.

 

وكان هذا المنزل بجوار موقف الاتوبيسات ،،

 

كان صاحبنا يخرج من المنزل ، فيمشى حوالى نصف الكيلو ، ليركب الاتوبيس ، من محطته قبل الأخيرة ،،

 

وله فى ذلك نظرية منطقية ،،

 

إذ فى هذه المحطة ( قبل الأخيرة ) لا يكون فى الاتوبيس إلا القلة القليلة من بقية الركاب المتأهبين للنزول ،

 

ومن ثم تكون الفرصة لصاحبنا مثالية ، إذ يختارما يشاء من المقاعد ، ويضمن الفوز بالجلوس حتى محطة النزول ، وغالبا ما كان يتخيّر الصف الثانى من المقاعد ، ليتحاشى مشاكل الصاعدين والنازلين فى أثناء توقف الاتوبيس المتكرر فى المحطات ،

 

وكان يؤلمه ويؤذيه كثيرا أن يجد الكمسارى ميهوب فى الاتوبيس ،،

 

إذ كان ذلك الميهوب متنطعا ،، يصرّعلى أخذ الأجرة كاملة من صاحبنا ((( على هذه المسافة القصيرة جدا ))) ، فيدفعها مضطرا ، وهو يدعو عليه ، ويتحسبن فيه ،،،

 

ــــــــــــــــــــــ

 

وذات يوم ،، يركب صاحبنا الاتوبيس ، ثم تركب شابة فى مقتبل العمر ، يبدو من تبرجها أنها مستهترة ، إذ أن ثيابها تظهر من جسمها أكثر مما تستر ،

 

وما أن ركبت ، حتى انتهشتها عيون الشباب ، فضلا عن الشيوخ ، ما بين معجب بها وساخط عليها ، وسرعان ما تحلّق حولها أولاد الحرام ، يتحرشون بها ،

 

فلما قربت محطة وصوله ، قام صاحبنا من على مقعده استعدادا للنزول ، واقترب من باب الاتوبيس ، فإذا بتلك الشابة تتصدر أمامه عند الباب ،،،

 

يتفاداها يمينا ، فتمنعه بطريقة مفتعلة ، تبدو غير مقصودة ،،، ويتحرك شمالا فتمنعه أيضا ،

 

فلما توقف الاتوبيس ، وصاحبنا مازال لايستطيع النزول بسبب هذه اللعينة ، صرخ فيها صرخة عفوية قائلا :

 

انت طَابّة يا مستورة ؟؟؟؟؟؟؟؟

 

وانفجر المشاهدون للموقف بالضحك والقهقهة ،

 

فما كانت تلك اللعوبُ طَابّةً ، وما كانت مستورة.

 

وما هى إلا بعض طرائف الزحام فى اتوبيسات النقل العام.آهـ

 

فتأمل.

 

صلاح جاد سلام


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *