سِفْرُ العزلة
هانى يحيى
...
...
سِفْرُ العزلة
ينكسرُ القلبُ
فندركُ أنَّ السَفَرَ
المُرْهِقَ لم ينتهِ بعدُ
وأنَّ الطرقاتِ إلينا أبعدُ مما
نعتقدُ
الجعبةُ مثقلةٌ بغبارِ
التذكاراتِ
بأسماءِ المارينَ
بأسئلةٍ موغلةٍ في
الوجعِ
الجعبةُ مثقلةٌ والوقتُ
يمرُّ
نمارسُ كلَّ مساءٍ
ترتيبَ هزائمنا
فنُسمي الفقدَ محاولةً
فشلتْ .. وغدًا يندملُ الجرحُ
نُسمي البيتَ حنينًا
يحملهُ الغرباءُ إلى المنفى
ونُسمي المرأةَ
بالشهوةِ كي نفلتَ من وجعِ الحبِّ
ولكنَّ العزلةَ تفضحنا
كلَّ مساءٍ نرقبُ
دائرةَ الوقتِ لعلَّ الغائبَ يرجعُ كي يمسحَ حزنَ الروحِ
ولا شيءَ يشابهُ رائحةَ
البيتِ هنا
ويباغتنا الحبُّ
فنعتصرُ القلبَ نبيذًا كي نشربَ نخبَ هزيمتنا
ينكسرُ القلبُ فتتضحُ
الرؤيةُ
نحنُ المرتابونَ نحيطُ
مدينتَنا بفخاخٍ لا توقعُ إلانا
نتباهى بخطايانا
اليائسةِ الآنَ كما تتباهى جثثٌ بالأوسمةِ
الآن نقيمُ صلاةَ
العتمةِ كي نكملَ غفلتَنا حتى آخرها
الرؤيةُ موجعةٌ والطرقُ
اشتبكتْ
نحنُ المتهمونَ إذا
أسرجنا ضوءًا للمارةِ
والمتهمونَ إذا حاولنا
أنْ نتشهّى فاكهةَ الأحلامِ قليلًا
الجعبةُ مثقلةٌ والوقتُ
يمرُّ
ولا أبغي غيرَ سماءٍ
واضحةٍ
وفراشٍ ..
لأنامْ
**** **** ****
مونتريال 22/2/2020