نصوص
صلاح عبد العزيز-مصر 🇪🇬🇪🇬🇪🇬
*
إذا كنت فى طريقك
للانقراض
فاتبع ذلك النص
عندما يوهمك أن العالم
جميل
وأن الغذاء متوافر وأن
المياه نظيفة
أنا مجربٌ
انقرضتُ مرة وانتهت
فصيلتى
عندما وقَفت شاهداً ولم
أفعل شيئا
وقتها فرحت بالبنادقِ
والرصاص
وعصفور يئن فى يدىْ من
ليس من جنسى
كان أبيض مسربلا بحمرة
ومكلبظ
بذلك الشئ خرجت نِيرانه
الصديقة
أول ما قتل قطيع أغنامٍ
الواحد وزن عشرة آلاف
عصفور
وهو يغمزنى
وكنت أضحك وقال لى :
فلنجرب تفاحة فوق رأسك
الجميل
أغمضت عينى وكل مرة
أنقرض
أنا محب للحياة
لذا أقوم من موتى
وتستمر اللعبة
كأن العالم جميل هكذا
المشكلة فى ذاتها
فى إغماض عينيك كل مرة
.
*
تعلم كيف تبنى الحوائط
كيف تبنى سقوفا
وكيف تنفصل عمن حولك
عندما تغادر
تبقى الحوائط كما هى
تبقى السقوف
وتبقى روحك فى الداخل
حبيسة الأدراج
*
كل مرة
عندما تشرق الشمس
أجده واقفا
أقول : لعله العشب
لعله شجرة
لعله جبل
وعندما تختفى الشمس
أسألنى :
كنت عشبا
كنت شجرة
كنت جبلا
أنا فى الظلام لا شئ
*
خمسون رأسا
خمسون لسانا
خمسون أنفا
لكنما
مائتى عين
مائتى يد
مائتى رجل
أليس النسبة ظالمة ـ
والله ـ
فى بعض الأحيان يتضاعف
العدد
نسيت أن لى رأسا واحدا
بعينين بأذنين برجلين
بيدين
بلسان واحد فقط
والمائتى أذن كمواجهة
عدو .
*
العالم فى الغياب شئ
آخر
اللغة لا تستطيع وصفه
الحضور
عالم آخر
اللغة أيضا لا تستطيع
وصفه
ما بين الغياب والحضور
شخص
ليس أنا ليس هو
كنت أرقب فقط من يأتى
أولا
من يشهد شبحين كل همهما
التجسد
واللغة لا تستجيب
على وحدى أن أجمعهما
أجسد اللحظة كى لا تفر
بحروفها
إلى صمت خفى
أرقب وجهيهما
المتلاشيين
ما بين الغياب والحضور
ليست اللغة هى التعبير
عن هواء زائف
عن بحر ملتهب
عن سماء كانت زرقاء
عن اثنين هناك
بينهما شبح ثالث
يجلس فى الماضى ويعرب
هى فاعل
هو فاعل
أنا فاعل
لا جملة لنا لا فاصلة
لا نقطة لكى ننتهى
*
لا بد أن أحدا ما مات
يرتفع الصوت كلما ضاقت
صدور النسوة
أخذن صوتى معهن منذ
سنوات
يرف فى حاراتهن
منذ سنوات وأنا بلا صوت
لا بد أن أحدا مات منذ
سنوات
ولم أنعه لم أخبر أحدا
بأن أحدا مات منذ سنوات
بلا صوت أتجول فى
حاراتهن
ولا يعود إلىّ
النسوة الحزانى
أمسكنه ولم ترده إلىّ
بكيت لسنوات
لسنوت عديدة أمطرت
السماء
بلا صوت