سأموت باردة هذا الشتاء
افين ابراهيم
سأموت باردة هذا الشتاء
أصابع قدمي زرقاء
على جسدي تسبح الفراشات كأني الضوء
سأموت باردة
عيناي الكبيرتان متجهتان نحو الفراغ
والألم
الألم المجفف يتلاقطه قطيع مع الغربان في رأسي
الصغير
من منكم مستيقظ ليرسم لدماري المتوهج خارطة
أنا قوية لدرجة مرعبة
أعرف نقاط ضعفي الجليلة ولا أرتجف
يرها
الاخرون ولا يستطيعون السقوط فيها بسهولة
سأموت باردة
الحياة التي أردت ان أحياها تفلت
من يدي
في الكوابيس
معي رهبتي الشديدة من الفقد
أنظر إلى الماء فلا يعرفني
للرجل الذي ولد قبلي بواحد وعشرين عاماً
نام في سريري واحداً وعشرين عاماً
تأرجح فوق ظلي واحداً وعشرين عاماً
قبلني واحداً وعشرين عاماً
و أحبني
أحبني في خيالاتي
ولا أعرفه
لست من لحم ودم
أنا هشة كالدموع
مهزوزة
مهزومة
متوحشة كشبكة صيد لفها الوقت حول أحجار المرجان
فمن
من منكم مازال مستيقظ ليرسم خريطة لدماري
الفاتن؟
أنا المأخذوة بالضوء
بالنشوة العفيفة
بالرقص
بالحب
بمعنى اسمي الثقيل
بهذا
السم الذي لا أعرف كيف أهرب منه كي لا
يقتلني
مأخوذة بهذا السم الذي دسه الرب دون خيار تحت
جلدي و أطلقني
أريد
من كل قلبي أريد أن اعيد الإلفة بين العصافير
والبشر
لكن صوت الرجل أبيض
ولد
قبلي بواحد وعشرين عاماً
و لم أعد أعرفه
مراياه التي تغلي في سقف غرفة لست فيها الأن
تطارد عشرة نساء فيّ جوفي
لم يراهن قط
لست من لحم ودم
أنا مسحورة بالنور
يدعوني
الضوء أرتجف
أعود خطوة للخلف
يهيج
أهرب يلحق بي
انطفأ
يتدلى من أطرافي الزرقاء
يُغرق الرجل الذي أحببت
الرجل الذي يكبرني بواحد و عشرون جرح
و تظل
تظل الهاوية بيننا تكرر نفسها من جديد
ترى هل يجب أن يحلم الخائفون من الفقد دوماً
بالطيران فوق سفح جبلي من تحتهم الجحيم؟
أم ان البحر أيضا مسجون
لا يستطيع أن يغير مكانه حتى في كوابيسنا
من منكم
مستيقظ ليرسم لدماري المخيف خارطة؟
السماء تتلوى في يديّ
المصابيح تبدو كمصيدة وهذا الرجل المُدَمَر لا
يصدقني
يريدني أن أمضغ وردة برية
كالغزال أقف مذعورة بأنتظار طلقة
أفعى حمقاء سامة تلتف حول عنقه
تقول له أنت أصل الكون وتبتسم
يريدني امرأة طبيعية دون أن يكترث
ماذا سأفعل بحياتي بعدها
من منكم سيرسم خارطة لدماري المتقد؟
أبي ميت
لكنه مايزال يخاف عليّ من البحر والغربة
قال لي مرة
أذهبي كوني فرس البحر أو سمكة
مع ذلك كنت انتظره دوما حتى ينام
أفتح عطبي وأقفز دون أجنحة
أسقط في النور الخافت خلف عيون البشر
يتبدد
النور مع كل محاولة لي للمسه
تطاردني الجنيات والأولياء والأطفال
الكل
يريد ان يأخذ العصا التي في يدي
أرميها وأركض
أركض بكل قوتي
عيوني تلمع بقسوة
تبحث عن حروف اسمي الشقي
علّي أعثر على حظي الضائع في صندوق امرأة أخرى
سأموت
سأموت باردة هذا الشتاء
من منكم سيرسم لدماري الرائع خارطة؟
معي رهبتي الشديدة من الفقد
أنظر الى الماء فلا يعرفني
ينظر اليّ الرجل ذو الصوت الأبيض
الصوت الذي ولد قبلي بواحد وعشرين عاماَ ولا
أعرفه
لست حزينة
أنا فقط متألمة
سأموت باردة
أصابع قدمي زرقاء
تعرف الفرشات طريقها لجسدي
وكذلك الضوء
ربما أنتم وذلك
ذلك الرجل ذو الصوت الأبيض
الرجل الذي يختبئ في عيون أبي
يجلس بجانب راسه بعيدا
بعيدا في تلك المقبرة.