الدكتور شفيق الربابعة
رمضان وحال العرب
رمضان أهلا أنتَ شهرٌ خيّرٌ = خيْر الشهور
تفيضُ بالرحمات
فيكَ النفوسُ تطيبُ من تهذيبها = شهْرُ
التقى وتزايد الخيرات
شهرٌ يسرّ المسلمين قدومهُ = وترى الجموع
تزيد بالصلوات
فاق الشهور جميعها وكما يُرى = لتغيّر
بالبذل والعادات
فيه الزكاة وفطرةٌ ومودّةٌ = وتزاورٌ
والكبْح للشهوات
أمَلٌ لخيرٍ في حياةِ وداعةٍ = شهر الفضائل
قمّة الطاعات
لكنّنا في ذا الزمان نواجهُ = قتلا وظلما ,
كثْرة الطعنات
وتزايد الطغيان في أمصارنا = وتصارعوا في
أسوأ الحالات
فتشرّدَ السكان لا مأوى لهم = وكذا السجونُ
مليئةٌ بأباةِ
والإغتصابُ نتيجةٌ لتقاتل = ما عاد
محتَسَبٌ من الزلاّت
رمضانُ أقبلَ والمصائبُ كثرةٌ = والويلُ
والإفسادُ كالنزَوات
يا ربّ ذا خير الشهور مخيّمٌ = فارفق بنا,
واكبح جماح طغاةِ
وحّدْ بلاد العُرْبِ يا ربّ السما =
فشعوبنا في حالة الأموات
والمسلمون يُعذّبون بقسوةٍ = بل يُحرقون
كأنهم (جيفات)
مايعتريهم تلك حرْب إبادةٍ = مقصودةٍ من
كثرةِ النزعات
فالقتل في اليمن السعيد مدمّرٌ = والشامُ
في حالٍ من العثرات
والحال في السودان تُبكي من يرى = حَنَقوا
على الإسلام والطاعات
والجوعُ في لبنانَ أمسي شائعاً =
والانفجارُ أطاح بالبركات
أمّا ببغداد الرشيد تحزّبٌ = وتفلّتٌ
والخوف ممّا يأتي
في المغرب العربيّ تبدو فتنةٌ = والمشرقُ
العربيّ بالويلات
والعُرْبُ أعرابٌ وفي حال الردى = وحروبهم
تجري على دُفُعات
والبعض طبّع مع يهودَ جهارةً = وكما يُرى
فالبعض في الخِفْيات
رمضان يشهد حالنا ودمارنا = والعُرْبُ قد
أمسوا بحال شتاتِ
رمضانُ عذراً هل ستبكي حالنا؟ = وكأنّنا في
قمّة الخيباتِ
با ربّ إنّ المسلمين بذلّةٍ = فالنصرُ
نصرُك خالق السموات