المهدى الحمرونى
ليبيا
..
بياتٌ عاقرٌ عن الوحي
_
_____________________
أيتها الحبيبة المترددة
العزوفة عن نشيجي
كطفلةٍ لاهية وأمٍّ مُتبنّاة
قضيتُ عمرًا كاملاً أشُقّ بحرَ الرمال إلى شاطئك
ليبقى الشعر قريبًا من ركضك
ولِتُعلِنَ الأخيلة أكبر هجرةٍ في ذاكرة الخَلَد
ظل نصي عقودًا في بيات العزلة
عاقرًا عن الوحي
لم يأخذ بيده حضن
يحتطب مجازه لسفينٍ يليق بفيضك
عفويًا عن تكنوقراط التأويل
متواضعًا ككوخ
جريد
فتواريتِ بصمتٍ في اكتمال طلوعي
دون قراءةٍ مبايِعة
ولاربت حتى لموجب الثناء والنصرة
تركتِني لرماة القلم المغرَّر بهم
ولضاربات الدفِّ من ورائهن
جئتك بعرشٍ وإيوانٍ وصولجان
وحاشيةٍ من التوق والمدائح
وما أملُكُ من قدر تجليات
نشيدٍ وراية
بكل لحظةٍ تَعِدُ بميلادٍ آخر
وكل ما يحُقُّ بك من سموٍّ وجلال
وظفرٍ ومجد
إعجازك يرتكبني كصبوة نبيّ
كهزيمةٍ حزينةٍ في ظلٍّ ناحل
دُبِّر له الأمر بليلٍ أعمى
فشُبِّه لهم
ليُحلِّقَ عفويًا إلى غيمك
كطائرٍ في مخيلة بِيد
مُغاثٌ من بارق طيفك وحده
كتبته باهظًا كالحب في أرياف الدواخل
كالتشبيب في زمن الصحوات
المتطرفة
كالمناشير في حِقب الطغاة
والغناء في رِهاب الفتاوى
هكذا يسري بي سؤاله في جُنح هجرةٍ
بلا قلبٍ يصفق له
غير أنني أمضي إلى آخر رمق المعنى
لنثر المستوحَى من بِذار صوتك
في سديم
وجعي
_____________________________
ودّان. 27
نيسان 2021 م