عَوْدَةٌ مِنَ النَّافِذَةِ
نجاة الزواغي
______________
_
أَعُودُ مِنْكَ
إِلَى نَفْسِي مُنْهَكَة
شَيْءٌ مَا يَنْقُصُنِي
أَتَصَفَّحُ كِتَابِي
َأغُوصُ فِي مَسَائِلَِ
العَدَمِ وَالوُجُودِ
لَعَلّهُ الفَراغُ المُطْلَقُ
لَعَلَّنِي جَائِعَةٌ
كَمْ أَنَا مُتَنَاقِضَة
!
لعَلَّهُ التَّفْكِيرُ المُفِْرطُ
مَا يُعْطِي الأُمُورَ
أَكْبَر مِنْ حَجْمِهَا
!
كَيْفَ تَشْغَلُنِي أُمُورٌ تَافِهَة؟
أدْخُلُ إِلَى مَطْبَخِ الوَعْيِ بِالذَّاتِ
أُقَلِّبُ عمَّا أَسُدُّ بِهِ رَمَقَ الجُوعِ
أَنْتَبِهُ إِلَى حَمَامٍ غَريبِ الأَطْوارِ
اِعْتَادَ عَلَى أَنْ يَحُطَّ عََلََى النَّافِذَة ِ
وَنَقْرِ زُجَاجِهَا.
أَدْنُو مِنْهُ
يَطِيرُ
ثُمّ مِنْ بَعِيدٍ
يَلْمَحُ إسْدَالََ السِّتَارِ
يُرْخِي جَنَاحَيْهِ
عَائِداً إِلَى مِرْآةِ النَّافِذَةِ
مُزَاوِلاً نَفْسَ العَادَةِ
نَقْرٌ ...نَقْرٌ ...نَقْرٌ...
النَّقْرُ هُوَ حِيلَةُ العُصْفُورِ الوَحِيدَةِ
لِاقْتِحَامِ أَصْغَرِ التَّفَاصِيلِ الحَبِيسَةِ
يَقِفُ مَاثِلًا أَمَامِي
يَرْفَعُ الِمْرآةَ أَمَامَ وَجْهِي
.
يَتَأَمَّلُنِي
بَعْدَ تَغْرِيدٍ طَويلٍ
يُرَفْرِفُ
وَيَكْبُرُ
يَكْبُرُُ
يَكْبُرُ فِي بُؤْبُؤِ عَيْنِي
يَطِيرُ الحَمَامُ
فِي الأُفُقِ البَعِيدِ
وَيَصْغُرُ الكَوْنُ!
__________
نجاة الزواغي
المغرب / ألمانيا