الطيب الجميل
الشاعر المغربى
وديع أزمانو
...
"عن الانسان "
(مقام ثان)
إلى "علي
الربيعي" في جحيم طرابلس الليبية
/
رغبتكَ أن تكون قديسا
أو عاشقا
للروحِ
أو للجسد
هي رغبتي
أن أكون سفّاحا
أو طاغية
لكنها الكلماتُ
قصيرةٌ
والدموعُ قليلةٌ
لتتعانق
ضفَّتانا
/
الانسانُ ؛ خديعة
الطبيعة
خديعة الله
و السِّحرُ
الذي انقلبَ
على السَّاحر
/
الانسانيةُ وهمنا
الحيوي
نحنُ المقذوفين
بأياد عاطلة
بأصابع مبتورة
و قلوب واهنة
نحنُ الذين تنزفُ
أرواحهم
تنزِفُ أحلامهم
ليخضرَّ
غُصنٌ
في العين
ورمادنا
مسفوحا
يجمِّلُ
رموشُ العالم
/
المستحيلُ ؛ أن أكون
حياديا
ولذا، ما زلتُ
انسانا
يقطعُ ذراعهُ
كي لا يجوع انسانٌ
/
كن قلب الله
ليضيئ انسانٌ
/
كن حُرّاً
وجها خالصا للأبدية
/
وزِّع ابتسامتك
مثلما توزِّع قنابلك
وكن مبتهجا
مثل انعكاسِ وردةٍ
في صحنِ الدم
/
لستَ طفلا أو كهلا
قديسا أو مذنبا
عاقلا أو مجنونا
كافرا أو مؤمنا
قاتلا أو مقتولا
أنتَ الانسانُ
بلا مخالب
بلا قنبلة نووية
فانزع عنكَ جِلدِكَ
اقطع لسانكَ
وكن
كلِمة الله
/
تفقَّد روحكَ
في الصحراء
اختبر عينيكَ
في المغيب
/
استيقظ كالشمسِ
لا تتوسَّل نوافذ
لا تتسوَّل أرصفةً
وفِض
حليبا
على قلوبٍ عطشى
/
طالما كنّا بحاجةٍ
إلى الكآبةِ
إلى الحزنِ
و الرغبةِ محمومةً
للبكاء
طالما كنَّا بحاجةٍ
إليكَ
أيها الانسانُ
يولدُ نقيّا
من دموعنا
/
أشبهَ إلى شجرةٍ
هيَّأكَ العالمُ
أشبهَ إلى الموتِ
هيَّأكَ التعالمُ
لذا ، ما زلنا
نُكافحُ
لتكونَ الحياة
/
الأرضُ تغلي من الرُّعب
البِِحارُ
تلتهمُ أمواجها
الجبالُ تميدُ
الثرثرةُ لامعةً
فضَّةُ اللِّسان
أجنحةٌ
مهيضةٌ
واللهُ
يحتضر !
/
بعيدا عن سمائكم
تُقاتلُ
بعيدا عن دمكم
يتقدَّسُ
أريدُ
أن أحيا مع أطفالي
أرى الشَّمسَ
من عيني صغيرتي
البحارَ و الأنهارَ
من ضحكاتِ أوسطهم
والجبلَ الراسخ
كالله
يذوبُ
دمعة كبيرة !
.............
.....
02/05/2019