لقد جئتكم يا أيُّها العُرْبُ شاكيا
ربحي الجوابره
لقد جئتكم يا أيُّها العُرْبُ شاكيا
أليسَ
لكمْ خلفَ السجونِ مُواليا
**
حَرائرُكمْ
تبكيْ البلادَ بحرقةٍ
أما
قدْ سَمعتم مُدنفَ القلبِ بَاكيا
**
وَما
قدْ بَدا مِنكمْ إلينا مَظاهراً
وفيْ
قلبِكم سُمُّ الزِّعافِ أفاعيا
**
فَهذا
عَدوُّ الله يَسبي بِلادَنا
فلسطينُ
مَجدُ العُربِ إن كنتَ ناسيا
**
فكمْ
مِنْ شَهيدٍ للسَّماءِ قد ارْتقىْ
وقدْ
كانَ فوقَ الارضِ يَغزو الأعاديا
**
أما
حَرَّكتْ هَذي الدِّماءُ مَشاعِراً
لمَا
قدْ تَجاهلتمْ سَجينا مُناديا
**
خِطاباتكم
قالتْ : بأنَّ الثَّرَى لنا
وفي
الحَربِ صَارَ الحَاكمُ الهَشُّ نائيا
**
فلسطينُ
نادتْ أينَ أهلُ عُروبتيْ
عَدوّي
أمَامي كيفَ أهلي وَرائيا
**
لنَا
فيْ مَدى سِجْنِ العَدوِّ حَرائرٌ
فأينَ
ضَميرُ الحَق مَا عادَ صَافيا
**
يُدافعنَ
عَنْ أرضِ الوَرى بكرامةٍ
فمَا
كانَ منهُمْ في المَعاركِ غَازيا
**
وَحينَ
ارتَدوا ثوبَ الملوكِ بذلةٍ
شهيدُ
بلادي يرتدي العزَّ حَافيا
**
وباتَ
بأرجاءِ السَّماءِ مُخلَّدا
بِثوبِ
جِنانِ الخلدِ قَدْ صَارَ كاسيا
**
وهذي
جراحُ القدسِ تنزفُ غزةً
تفوحُ
بعطرٍ في فلسطينَ زاكيا
**
وَنشدو
مِنَ الجُرحِ العَتيقِ عروبَة ً
وما
مِنْ زَعيمٍ أنْ يكونَ مُداويا
**
هُنا
غزةُ الأشرافِ تبكي حزيتةً
أما
كانَ هذا الظلمُ في الأرضِ كافيا