تامر أنور
عَلامة
عندما قَطَعوا حَبلِيَ السُّرِّي...
لم أبكِ!
كنتُ أدَّخرُ الدَّمعَ لِلَحظةٍ مناسِبَة
. . .
أن يكونَ لديك طفلٌ لا يبكي (في المهدِ صبيًّا)
أمرٌ مُزعِجٌ لأبوين متشائمَين
قالا: "ملعون"...
قالت جارتُنا:
"هذا الولد سيكون ذا شأنٍ
ربما يُصبِحُ المسيخَ الدجَّال... أو شاعرًا"!
فأغلَقا عليَّ البابَ
وتركاني مع قلمٍ و حَفنةِ أوراقٍ
لأرسُمَ عالَمي
. . .
وكطِفلٍ لم يلعَبْ مَعَه أحدٌ!
لم أرسُم طائراتٍ ورقيَّةً تلوِّثُ سمائي
أو دراجةً أسقطُ من فوقها كُلَّما حاولتُ أن أقودَها
لأُطارِدَ بالونةً لا وجودَ لها
. . .
وكطفلٍ لا يريد أحدٌ أن يلعبَ معه
لم أبكِ
حين قال الأطفال جميعًا:
"مسخ"
. . .
عندما أصبحتُ شاعرًا
توفِّيَت جارتُنا
فابتاع أبي كتابًا عن عَلامات الساعة!
. . .
الفتاة الّتي قرأتُ عليها قصيدتي الأولى
بكت كثيرًا...
قَبَّلتني وقالت:
"مجنون"
. . .
عندما بكيتُ للمرَّةِ الأولى
لم يُعِدْ لي أحدُهم حَبلِيَ السُّرِّيَّ
أو قُبلةَ الفتاة التي
لم تستمع لقصيدتي الثانية!
عندما بكيتُ أنكرني الشعراء وقالوا:
"ملعون"