الأربعون في ألقابُ علوم القرآن ..
أبو المعالي الظاهري
حمدا لله وبعدُ ، فهذا رجزٌ ضمنته ذكر علوم القرآن ذكرا مجردا ،
ليسهل جمعها لمن أراد الاستذكار ، وهي مُحصلُ ما ذكره السيوطي في الإتقان وعددها ثمانون نوعا .. وتفصيلها في مطولات الفنّ ، والله المعين ..
الحمد للرحمن ذي الجلالِ .. مَنْ علَّم القرآنَ للرجالِ
وصلى ربي دائما وسلما .. على الذي بنوره يجلو العمى ..
وبعدُ ذا نظمٌ أتاكَ جامعا .. ألقابَ ما من الاتقان قد وعى
أعني بها علومَ ذا الكتابِ .. لمن يردْ حفظًا لذي الأبوابِ
ذكرا لها مجردا وبعدها .. تفصيلها فيما يُرى أصلا لها
واللهَ ربي أسألُ القبولا .. والصدقَ والسداد والتحصيلا
فصــــــــل
مكيه والمدني وما أتى .. في سفرِِ أو حضرِِ قد ثبتا
والليل والنهارِ والشتاءِ .. والصيفِ أو في الأرض والسماءِ
والنومِ والفراشِ ثمَّ أولا ..وآخرا وسببا إذ نزلا
وما على لسانِ صحبِِ قدْ نزلْ .. تكرارهُ تأخير حكمِِ قد حصلْ
مفرقا نزوله والجمع في .. إفرادِه تشييعهِ فلتعرِفِ
وما على بعضِ الألى من قبلُ جا .. كيفيةٌ أسماؤه فابتهجا
والجمع والترتيب والأعدادِ .. حُفّاظه رواةُ ذي الأورادِ
ونازل وما علا تواترا .. آحاده والشاذُ أيضا شهرا
ومدرجٌ موضوعهُ أيضا بدا .. والوقفُ أيضا علمه والابتدا
موصوله والفصل والإماله .. والفتح والإدغامُ صاحِ جا لَهْ
إخفاؤه الإقلابُ والإظهارُ .. مدٌّ وقصرٌ همزُه يُثارُ
تحمُّلُ أدابهُ الغريبُ ..ولغةُ الحجازِ يا لبيبُ
أي غيرُها وما أتى مُعرّبا .. وجوهه نظائرا فلتطلبا
أداةُ ما يحتاجه التفسيرُ .. إعرابُه قواعدٌ إكسيرُ
تشابُهٌُ مؤخّرٌ مقدّمُهْ .. وعامه وخاصه ومحكمُهْ
ومجملٌ مبيّنُ منسوخُ .. ومشكِلُ .. يحلُّه الرسوخُ ..
وما به في ظاهرٍٍ تعارضُ .. توهما لما به التناقُضُ
مفهومه منطوقه والمطلقُ ..مقيدُ خطابُه إذْ يطلَقُ
حقيقةٌ مجازهُ استعارتُه .. تشبيهه تعريضُه كنايتُه ..
والحصرُ والإيجازُ والإطنابُ .. إنشاؤه وخبرٌ يَنسابُ
بدائعٌ فواصلُ الآياتِ .. فواتحُ خواتمُ قد تاتي
وما يجيء فيه من مناسبهْ .. وما يجيء فيها من مشابَهَهْ
إعجازُه استنباطهُ أمثالُهُ .. أقسامُه أيضا يجي جدالُهُ
أسماؤه كناه والألقابُ .. لمبهمِِ قد تفتحُ الأبوابُ
أسماءُ من في شأنهم قد نزلا .. فضائلُ وفاضل أي فضّلا
خواصّه ..تأتيكَ مفرداتُ .. مرسومهُ في خطِه سماتُ
آدابُ خطِ مصحفِِ به اعتنى .. معرفةُ التفسيرِ نعمَ المقتنى
تأويلُه بيانهُ وشرفُهْ .. وحاجةٌ إليه أيضا لُطَفُهْ
شروطُ من لذا الكتابِ فسّرا .. آدبه في ذاك أيضا قُرّرا
وذكروا غرائبَ التفسيرِ .. في الذكر والتحرير والتقريرِ
وفي الأخير طبقاتُ من يُرى .. لذا الكتابِ شرَفا قد فسّرا
وما أتى من الحديث المرتضى .. مفسرا لذا الكتابِ بالرضى
وصلى ربي دائما وسلّما .. على الذي بذا الكتابِ قد سما
وآله وصحبه ومن سرى .. في هديهم وفقههم من الورى
أبو المعالي الظاهري
