"الحمارة تعرف الطريق "
بقلم/إبراهيم الديب
أشتكى أحد
فلاحين في الماضي من؛ حمارته للسمسار
وبأنها لم تعد تقوى على ؛السير بسرعة ، والعمل بهمة و بنشاط ،وأنها لم تعد تستطيع أن تحمل شيء على ظهرها
كما كانت منذ فترة ،وطلب من السمسار أن يبيعها ،ويبحث له حمارة أخرى أصغر منها سنا وأكثر نشاطا و
قوة لتحمله واشياءه للغيط ...فأخذها
السمسار من أجل بيعها ، والبحث عن أخرى
للفلاح بالمواصفات التي طلبها منه الفلاح ....
وبعد فترة
جاء السمسار للفلاح بحمارة، شابة، عفية قوية، صحيحة :أعجب بها الفلاح كثيرا ، وبعد أن دفع الفرق ،وكان مبلغ كبير من المال
وانصرف السمسار بعد أن ؛ شكره الفلاح على صنيعه معه وجمليه الذى لن ينساه للسمسار
أبدا ...أوقف الفلاح الذى الحمارة أمام
البيت ليحمل اشياءه عليها ليذهب بها للغيط فوجدها تقف تماما في نفس المكان
الذى كانت تقف عنده حمارته القديمة التي
باعها وبنفس الكيفية دون أن يوجهها الفلاح أو يطلب منها ذلك ... فأعجب الفلاح بالحمارة ثم دعي
للسمسار ابن الأصول الذى يعرف طلبه ثم
جاءه به ،وبعد أن أنطلق بها مسرعة تطوى بقدميها ، وهى في طريقها للغيط يبدو
أيضا أنها تحفظه ؛ بانحناءاته وتعرجاته
فتميل وتهدئ بعض الشيء فى الأماكن الضيقة من الطريق ؛ حتى لا تقع في المصرف، فصرخ
الفلاح من شدة الفرحة بها وبالسمسار المعجزة وكمان تعرف الطريق لوحدها "اللهم صلى على النبي " وبعد أن وصل
بالحمل للغيط وقفت أيضا في نفس المكان
التي كانت ؛تقف فيه الحمارة السابقة حتى ينزل ما على ظهرها من حمولة .... فأخذ يدعو للسمسار مرة أخرى ابن الحلال
المصفى الذى جاءه بتلك الهدية ويتساءل في نفسه كيف ومن أين عثر السمسار على الحمارة ...
ولكن
الحقيقة والمفاجأة التي أعلن عنها السمسار
في المقهى أن الحمارة الجديدة الذي يدعو له الفلاح بسببها ليل نهار هي حمارة
الفلاح القديمة ،والحقيقة أيضا أنه رجل؛
بخيل وكان لا يطعمها وكانت جائعة والهزال والضعف وعدم قدرتها على العمل كان بسبب
الجوع فقط ... لأن الرجل أيضا بخيل حتى على
أولاده ولا يطعمهم..... فهزلت عنده وضمرت، واشتكت لخالقها وكادت أن تهلك جوعا عنده بسبب بخله؛ كما ذكر
السمسار ، فأخذها السمسار الحكيم الأريب الذكي ابن السوق.. ووضعها في زريبة تأكل
دون عمل كفترة نقاهة وأطعمها جيدا بوفرة
وكرم حتى شبعت وأعاد بيعها لصاحبها مرة أخرى دون أن يعرفها...
إبراهيم
الديب