جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

"حلم فى المحطة  "

بقلم/إبراهيم الديب

بعد الرابعة صباحا ،وطقس خريفي يحاول التخلص من سيطرة الصيف وقيظه  تتسرب بداخله برودة تعلن عن نفسها وحضورها وكأنها تنبه الجميع لأخذ الحيطة منها...وأجزاء من سحب متشظية، متقطعة، متناثرة، تداعب: وجه القمر وتخفي بعض أجزائه للحظات ثم يعود بعدها  بدرا أجمل وأكمل مما كان  ، وكأن تلك السحب ، تخبر على استحياء عن  اقتراب فصل الشتاء ؛توقف  القطار الحربي ونزلنا جميعا أنا وزملائي الجنود فى  محطة أبو سلطان...كنا قرابة المائة؛يسيطر على الجميع الصمت ،والسكون ،والخمول، والإرهاق الشديد ،

وعدم الرغبة والشغف فى شيء إلا النوم فلم نلتقى به  منذ ثلاث ليال ،تقريبا حالي فقد كان هذا إحساسي وأعتقد أنه يعبر عن الجميع ،أو أنا من خلعت عليهم شعوري بذلك  وطبعت الجميع به ....

نظر بعضنا لبعض نظرات صامتة شاحبة ، وكل منا يحاول لملمة نفسه وروحه ،والتي هي بين من اليقظة و  النعاس في: منطقة البين بين ،وسؤال صامت توجهت به عيون كل منا للآخر عوضا عن الحرف واللغة...ماذا نفعل ؟وأين ننام ؟  فقد أبلغنا :المسؤول عنا أنه سيأتي إلينا في الصباح وعلينا الانتظار هنا ،وكانت الإجابة  أيضا بفعل صامت: فالمحطة خالية تماما ،وكبيرة تسع الجميع وليل يصلح للحالمين العاشقين؛ لا للجائعين المنهكين أمثالنا  .أفترش الجميع أرض المحطة اقتربت الساعة من الخامسة ،ثم تمدد الجميع للنوم متوسدا أحدى كفيه، واضعا الأخرى فوق رأسه، و ركبتيه قرب صدره، ملفوفا ببطانية متخذا وضع الجنين مجابها بكل ذلك بردا يبحث عن العظام ليجعلها مسقرا له و سكنا ،ثم أستسلم الجميع لنوم عميق........ ،ثم حلم بعدها بوقت قليل أن: هناك جلبة وصخب شديد، وأن هناك من يمشي على رؤوسنا ويدوس عليها بالأحذية ،ثم كان كعبه رفيع لامس رأسي برشاقة وضغطة خفيفة ، وأستمر الحلم فترة غير قصيرة من الوقت ؛ ثم بدأت أشك بعد أن أصبحت اليقظة أكثر سيطرة من النوم أن الذى  يحدث ليس حلما بل ما يحدث حقيقة ،وليس  لأننا قمنا بالنوم في المكان المخصص لصعود ونزول  الركاب المتجهين للإسماعيلية والعكس صحيح  و كان أكثرهم طلاب ، ونحن الآن في حوالي: السابعة صباحا فكشفت جزءا من البطانية عن وجهي لأستطلع الأمر ما فوجدت شابا أعتقد أنه طالب جامعي ينظر باتجاهي بعد أن تلاقت نظراتنا  مبتسما صباح الخير يا دفعة.

إبراهيم الديب


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *