امرأة من ورد ونار
شعر زينب بوتوتة
أنا إمراة أتقن كل الأدوار
مشيت فوق الأشواك
والجمر والثلج والنار
سافرت في كل الوجوه
وكل الوجوه كانت عابرة
بجواز سفر مستعار
لم أتعلم منها حكمة
واحدة
ولم أكل معها لقمة
واحدة
ولم أشيد معها وطن
أسكنه
ولا خيمة ولا دار
وجوه صفعتني بألف كلمة
قاتلة
كسيف سجين في غمده
يحاول أن يسجل أخر معركة
في سجل جسدي الطريح
ويعلن للناس في يوم
معلوم
كيف تكون الثورات
وكيف تفتك الحرية
وكيف يدون الإنتصار
أنا إمراة لا أعترف
بالهزيمة
والهزيمة لا تعترف بي
وعندما أخير بين العزة والذل
وبين القوة والضعف
أختار حريتي
التي لا تباع ولا تشترى بالمال
حريتي فوق كل الشيء
حريتي فوق كل شعار
حريتي فوق كل إنكسار
حريتي التي أموت من أجلها
وأحملها معي كحقيبة يدي
وكالعطر وأحمر الشفاه
وأرتديها كبزة عسكرية
كل صباح
أجابه بها من لا يعترف
بإصراري
كإمرأة صاحبة فكر، وقرار
أنا إمراة لا ترونها
جالسة في طاولات النفاق
تعانق سيدات المجتمع
المخملي المزيف
سيدات يحتفلن بعيد
ميلاد الكلاب
وفوق أنوفهن جسم غريب
يدعى "التكبر
"؟ .
ونساء أخريات بملامح ذكورية
خرجن كيأجوج ،ومأجوج
صورهن تملأ القنوات
والجرائد والمجلات
في حفل إفتتاح المهرجان السنوي
للإنسان المنهار
وسط تلعثم الأفواه
وتقاطر اللعاب
والتصفيق الحار
أعانق الشمس
في كبرياء وتجلي
وأحمل همومي
و هموم الناس كضلي
وما يضعفني هو ذاك الذي
يقويني
إمراة من ورد ونار .
شعر زينب بوتوتة
الجزائر