أثر الهامش
وحيد ابوالجول
لا لشيء يموت العميان
وفي خزائن قلوبهم الكوارث
مثلما يموت بريق
الملائكة في الليل
لا لشيء تُقطع التفاحة
لنصفيين متساويين
أو تحمل سلحفاة طاعنة
في السن على ظهرها أحلام الحزانى لعامين مظلمين
لا لشيء تقاسي امرأة
يافعة وابل من الهزائم بعد اكتمال هواء الكأس
وحين تضيف لحلمتي
ثدييها ليلة أخرى من الحب
دون الحاجة لمسمار
الحائط
ولا تدفئة رائحة عنقها
بقطرة ماء
لا لشيء يحرق إسكافي
راحتي يديه وهو يضع المستحيل صوب تدفق السواد
وكأن الأمنية وحدها
مخبأ للغزوات
لحظة قصيرة تشبه
التابوت
أو جزء بسيط من ذهن
القطيع
أثر الهامش
هذا الضائع بيننا
والفائض عن أوسمة
الفرسان
الرمق الذي تكسره نظرة
عابرة
كون الرماد حالة بائسة
من تشظي الفم
وتعني الخراب
ما يتفاقم خارج ضوء
القمر
وتحت وسائد التائهين في
عدِّ الأيام قبل أن يهنئوا بالنوم
لا لشيء يلوح راعي
المعيز بيده اليسرى حينما يدوي حوله عواء الذئاب
أو تهطل الزرقة على طرف
من شعوره بالخوف
والهوان
كهذا الشحوب الذي ينقر
خيط المسافة التي تفصل يدي عن عتمة الخطيئة
وعن الزيف
لعبة التخاطر
هذا الباب المغلق
والمسكون بلهاث الحذر
والذبائح
لا لشيء نقرأ الولادة
بعيون باكية
أو نتقاذف بالأعذار تحت
ظل بوق الجحيم
لا لشيء نغرس أيدينا في
الماء
مثل لسان الحال داخل
قفص المكيدة
ومثل اجترار النوع على
سبيل الوعظ
شيء من الحكمة
كالنمو
وشيء يابس من جذع
الشجرة
هذه اليقظة التي لا
معنى لها بعد سقوط الأحاديث عن الكواكب
وكأن كل يوم هو ناقوس
ينذر بالخطر
نار تلتهم أعشاب الحقل
دون أن يذرف أحد ثلاث
دمعات خلف طائر الزاغ
ليتفادى فيما بعد خصلة
الشؤم
أو فيضان القمم
لا لشيء يحرق الحالم
نصف ذاكرته عندما تتورد أرنبة الأنف
أنفه الذي يشم غبار
المحاولة بشق الأنفس
وحين يتلف سكوته الشفق
لا لشيء يحزن الصياد
قبل ضياع الفرص أو بعدها بثوان
لا لشيء يتفقد المهرج
رأسه بعد تمايل نجمتان في السماء
أو يكون لعري وجهه فسحة
صغيرة لانبثاق الأمل من دون صراخ
كهذا الوميض الذي ينبت
داخل الغرف وخارجها
مثلما تنبت الأعوام
أسفل الكوابيس .
___________
وحيد ابوالجول
٣١ أيار ٢٠٢١
