كوثر العقباني,
صراخ تلك الطفلة يصم قلبي
انظر عبر زجاج النافذة
المحكمة الاغلاق
أراها..
أراها بكامل الوجع
تهز ذيل خطيئة لاتعرف
عنها شيئا
فقط تهزه... وتشهق
بضحكة بريئة
تنسى تلك اليد التي
زرقت قلبها
تبتسم خوفا أملا طفولة
ثم تركض باتجاه النافذة
تلوح لي بيدها
وتبتسم
تعلمني لغة الإشارة
لا أعلم من أخبرها اني
لا أسمع ولا أتكلم
كيف وشت ملامحي
بأن لساني مقطوع
وان حنجرتي شققها العطش
نتحدث بلغة الإشارة
فتقول :
لا بأس اني بخير وها
أنا أعود ل لعبتي مفقوءة العينين
لابأس سأضع زرا مكان كل
عين
لكني لااملك زرين من
لون واحد
تلفتني الفكرة!
ماذا لو كنا نملك عينين
من لونين مختلفبن
كالقطط مثلا
القطط ترى أكياس
القمامة كنزا
يااااه كم كانت ستستوي هذه الحياة
كم كنا سنملك من كنوز
أبتسم بوجهها
فترفع لعبتها مبتورة
اليدين
أجهش بالبكاء
انا كذلك لم أعد أملك
يدين
ولا أستطيع أن أحدثها
بلغة الإشارة
ولا أستطيع فتح النافذة
لاصرخ
وكيف اصرخ بلسان مقطوع
تعود فتبتسم
وتقول :
لا بأس افهمك من ملامحك
يعذبني الحديث
كيف انقذك ياطفلتي من
وجع الغربة
انا الغريبة حتى أخر
قطرة دم في هذا الوطن
كيف انقذني؟
وكل هذه المكائد
كل هذا الورم
كل هذا الصمت
كيف اهز جذع الغيم
حين يقرص أحشائي الجوع
كيف أقنع رحم الخطيئة
ان
ان العبرة من الاسطورة
لم يكن تمجيدا للبقاء
بل كان تلذذا بالنزف
عشقا لضربات السوط
تنثر نتف اللحم...
حين تشتهي طعم
الشواء...!
