نسرين تجيني
لستُ آلة حديدية
متى تعَطّلت
تُصَلّح
لستُ قطعة أثاث
تُحَرِكها الأمهات
إلى الجانب الأخر من
الصالون
كلّ حمْلة تنظيف
المزهرية عندما
تَنْكَسِر
تُرمى، و لا يبقى لها فائدة
لكن
ما ذَنْبُ
الزهور
الحيّة
قَلبي عندما يَنْكَسِر
أجمَعُهُ،
لكن
ما ذَنْبُ
الجسد
الربيعيّ
لستُ أنا
أنا لستُ منّي
و الأنا داخلي ترفُضُني
المرأة داخلي تسألني
عن البشر
الحياة
الموت
الحب
و لا تَجِدُ الإجابة
غدًا ستبحثُ عن آخر ما
تبقى منّي
لا الشيء المتبقي
ستَجِدهُ
و لا أنا
اللّيلة سأتجرد من
القناع الذي فصّلتُهُ لوجهي،
سأعِيرُهُ لإمرأة قادرة على مواجهة الحب
لوجهٍ قادر على البكاء
بشهقة
أنا إمرأة أحبّتْ كُل
العالم
و لم يحببها الرجل الذي
أحبّت العالم لأجله
أنا إمرأة قَتَلَتْ
معالم الحزن داخلها
كي تُرضي إبتسامتها الزائفة
الشفاه التي كانت تبتسم
لكم البارحة
تموت اللّيلة
من الجفاف و التشقق،
حتى شُرب الماء و مرطب الشفاه لم يعالجها
اليد التي كانت تُخفي
أثر
الحزن
في وجهي
بتَرْتُها و تركْتُها تنزف
الحذاء الذي
تَسَابَقْتُ به ضد الوقت
وصَلَ و ترك قدمي عالقة
في الوقت
كُلّ منْ عرفتهم صفّقوا
لخسارتي
و شربوا نخب موتي
أنا إمرأة ماتت
و لم تمُت
قُتِلتْ
و لم تُقتَلْ
وصَلَتْ
و لم تَصِلْ
أنا إمرأة.
نسرين تجيني