قصيدة الهايكو.. (5-5)
بقلم : ثروت مكايد
(5-5)
انتشر الهايكو في
العالم أجمع حتى إنه شبه بالرواية في انتشارها نظرا لخصائصه الفريده في دنيا الشعر
..
و الهايكو كاميرا الشعر
أو صورة قلمية..صورة بسيطة عميقة ..
ولا تظهر ثقافة شاعر
الهايكو في شعره فالشاعر هنا ليس فيلسوفا أو حكيما فليس في الهايكو شكسبير أو
بيرون أو إليوت أو المعري أو المتنبي العظيم ..
ولا يحتفي شاعر الهايكو
بالصور البلاغية وإنما بالصور الحية حيث تختفي شخصية الشاعر اللهم إلا إذا جعل
الشاعر من نفسه جزءا من الحدث الذي تصوره القصيدة ..
ويشترك القارئ بصورة
فاعلة في عملية القراءة أو الإبداع الهايكوي حيث يقوم القارئ بملء الفراغات في
القصيدة أو عملية الربط بين شطري القصيدة فالشاعر لا يعلق على الصورة أو يذكر سر
العلاقة بين حركتيها، وهذا السر ما يجعل القاريء محورا رئيسا في عملية الإبداع
والتي تتم بالناص والنص والمتلقي جميعا بحيث تنقص العملية الإبداعية بحذف أحد
أركانها خلافا للبنيوية التي تجعل من النص عالما خاصا بنفسه وتحيله إلى مجرد بنية
قاصدة علمنة النص كما تقتل التفكيكية الناص لكن النظرة الصائبة تعطي لكل ركن من أركان
الإبداع قيمته التي ينقص الإبداع حال تخلفه فلا غنى من ثم عن الناص ونصه ومن نص له
..
تم ما سلم من يد الطفلة وقد علا صراخها مشيرة
لما استنقذته منها وإن يكن أقل بكثير مما مزقته إلا أنني ابتسمت ابتسامة رضى بما
استخلصته منها رغم كل شيء .