جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

ثناء درويش

قصص قصيرة جدّاً



خيبة

كنت أتضور جوعاً، وعصافير بطني تقيم كرنفال زقزقة، حين عاد ومعه علبة مغلّفة بورق السلوفان الذي يغلّفون به الوجبات الجاهزة.

لكم أن تحذروا صور الأطعمة التي أحبّها كيف تتالت في خيالي، فيما أصابعي تهتك الغلاف عن هديّته، طبق صينيّ فارغ، كيفما ضربته يرنّ، كخيبتي تماماً.

إرث

أردت أن أخلع جبّة الدروايش، التي كانت وحدها إرث أجدادي .

لم أستطع، فالجبّة كانت جلدي.

غموض

لتنال حظّها من الشهرة كالموناليزا، قرّرت أن ترسم على شفتيها طوال الوقت ابتسامة غامضة.

آخر ما وصلني من أخبارها، مراجعتها لطبيب مختصّ بتقلّص عضلات الوجه.

نسخ ولصق

على حاسوب عمرها، أحصت كم مرّة قال لها كلمة أحبّك، خلال سنوات عشق مستعر.

 اليوم فقط، وبعد خيانته الصاعقة، رأت أنّه كان يقولها عبر زرّي نسخ ولصق .

رابط

كل محاولاتي لتعلّم اللغة الألمانية ذهبت أدراج الرياح.

 كيف أقنع معلّمتي التي تنعتني بالكسولة، أن هذه اللغة الثقيلة مرتبطة بأعماقي بنازيّة هتلر.

ثقة

لم يصدّقها حين أقسمت له أن نقوده المفقودة سببها ثقب في جيب بنطاله.

كذلك ارتابت به  حين رأت الثقب، وكادت تجزم أنّه بفعل فاعل.

رغم كل هذا الشكّ، يسمّيان في الأوراق الرسميّة وأمام الناس زوجاً وزوجة

حياة

لم تخذلني حبيبتي الحياة ولم أخذلها . كانت تلعب معي طوال الوقت لعبة "الغمّيضة"، فتجدني وأجدها.

حبّ

العاشق الذي وصلته رسالة معطّرة، وقرأ محتواها بفرح غامر بعد شهور من الصدّ والنأي، والتي اقتصرت على كلمة "أحبّك".

هل يعلم عدد الرسائل الغاضبة العاتبة التي كتبتها بدموعها ثمّ مزّقتها كي لا تكسر قلبه؟؟!!

أرذل العمر

العجوز التسعينية، التي مسبحتها في وحشة وحدتها، تعداد خيباتها وأوجاعها و ما خلّفه فرح منصرم من فراغ مؤلم.

تسأل نفسها كلّ لحظة ذات السؤال :

أيّ أمّ ربّت ملك الموت لدرجة أنّه يرفض الرشوة.

عابر سرير

هذه الليلة أيضا، تسلّل إلى مخدعي، اندسّ في فراشي، انغرز بسواد عيني، غير مبال باستنكاري، ولا بمقولة الرضا شريعة المتعاقدين، عابر اسمه الأرق.

مؤامرة

عقدتُ مع هوامِ الأرضِ اتفاقاً أن لا تقرب جسدي بعد موتي، فهو العزيز عليّ لطولِ صحبة .

فوافقت شرط أن أبيت ما بقي من عمري على الطوى، و لا آكلَ إلا ما يسدّ رمقي.

حتى أنتِ أيتها الديدان، ضالعة في التآمر ضدّ الإنسان .

تجديد

تحايل على الشّيب ببعض الصباغ، وعلى الصلع بزرع الشعر، وعلى فراغ فمه من الأسنان بامتلاء مصطنع، وعلى أمور أخرى بمحفّزات الطاقة، حتى ظنّ نفسه قد بُعث جديداً.

وحين جلس إلى طاولة الحوار، سقطت كلّها وبقي الخوار.

زهايمر

على فراش الموت، راح الزهايمر يثرثر :

من منهن أنت يا امرأة ؟! هل أنت تلك الطفلة الحلوة التي ضبطني البستانيّ حين كنت يافعاً أقبّل تفّاحة خدّها في حرش الضيعة؟!.

أم تلك التي عقدت ثياب أخوتي الداخلية، حين كنت مراهقاً، لأصعد إلى نافذتها وأسترق النظر ؟!

أم تراك المرأة التي استدرجتني إلى سريرها وقضيت الليل بطوله تحته حين عاد زوجها مبكراً؟!

أو لعلّك تلك اللعوب التي أشهدت عليّ الدروب وأنا أتبعها كظلّها فتستطرد في إذلالي، لأحيا بين نارين، حبّها وفضيحتي أمام زوجتي؟!

قاطعت الصابرة ثرثرته بوضع حبّة المسكّن في فمه وهي تشربه الماء على مهل، ثم دثّرته جيّداً مقبّلة جبينه، وراحت تستعيذ من شيطان أوهام الزهايمر، وأمان مكبوتة ما كان لها أن تتحقق.

تسوية

أخيراً توصّلا لتسويةٍ عادلةٍ، بعد تدخّل أهلِ الخير.

أن تصمتَ كلما ضربها حتى لا تستفزّه لضربٍ أوجع .


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *