أكذوبة !
~ رياض ناصر نوري ~
قبل َ بزوغِ القصيدةِ
برمشةِ عينٍ ليسَ أكثرْ ،
كنتُ وسطَ المَدينةِ ،
أسندُ براحةِ
يديَ اليُسرى ..
رصيفَ طريقٍ طويلهْ
كيْ لا يطيرَ إلى
مدينةٍ أخرى ..
وكانَ العابرونَ
يرتّلونَ
أناشيدَهم المنزليّةَ
على نغمةِ نايْ ..
ينظرون إليّ
ويبتسمونْ
يجهرونَ بشتمِ الغرابِ
مرةً
ومرّةً يمدحونَ هديلَ الحمامْ
وثمّةَ امرأةٌ دندنت
نشيدها السريَّ بغمزةِ
عينْ
وأسقطتْ عَمْدًا كتابًا
عنْ أبجديّةِ النساءْ
إذا باغتهن الحبُّ في
خريفِ العمْر ..
لحظتَها ..
هبتْ عاصفةٌ
وتعانقتْ فوقَ الرصيفِ
غيومْ ..
راحتْ تغني نشيدَ
المطرْ
فزغردت شجيرةُ سروٍ
أمامَ بيتٍ
مالهُ بابٌ ولانافذهْ
...أذكرُ لحظتها
خَدَرًا خفيفًا
انتابَ يدِيَ اليسرى ..
آنَ تَجَمّعَ على مدخلِ
ِالطريقْ
عسسُ الشعرِ بهراواتهم
وراحوا يركضون ..
يهتفونَ للغرابْ
فرّت الغيومْ ..
طارَ غلاف كتابِ الحبّ
..
تزمّلَ النايُ بصوته ..
بكتْ شجيرةُ السروِ
نادت حجارةُ الرصيف :
يا أبي ..يا ...
وتَمَزقَ منْ تحتِ
إبِطي الأيسرٍ
قميصي الداخلي..
اشترته لي أُمِّي
قبل خمسين نشيدًا
أذكرُ آنَ أكملت ْ
دورتَها
في فلكِ الرؤى القصيدهْ
رفعتُ راحةَ يديَ
اليسرى
عن صدرِ الرصيفْ
فتنهّدْ
ومالَ إلى أُذُني و
همسَ:
يا سَنَدي
قدْ يَصدقُ في آخرِ
الزمانِ
الشعراءْ
ولوْ كذبوا الآنْ .
•• •• ••
~ رياض ناصر نوري ~
سورية