محمد المتيم
عندما ترجع من رحلتك،
أشعث،
مغبرّاً،
مجهَد العينين،
وتقول لامرأتك:
"جئتُكِ من
بعيد"
أو
"جئتُكِ من
البعيد"
على حسب ما تيسّر لك
وقتها من البلاغة..
فماذا تقصد؟
هل كنت تقطع عليها
سِكَك العتاب؟
هل تقصد ناوليني كأس
ماء؟
هل تقصد جفِّفي عرقي؟
هل تقصد لا تُحاصريني
باللغة؟
وأسألُكَ:
هل ضربتَ في الأرض
بحثاً عن الجذوة في
عينيها أم في قلبك؟
وهل عُدْتَ
لمّا برَقَتْ صورتُكَ
كشامةٍ بين نهديها؟
أم عُدْتَ
لتتعزّى بها عن
فردوسِكَ المفقودِ أبداً..؟
وأسألُكَ عن الحب:
أن ترجع إليها لتُزيل
-بقُبلةٍ منها-
طوقاً من الأسى حول
رقبتك؟
أم أن تنفض -أنت- الأسى
بكفّيك عن ذيل جلبابك
على عتبة الدار؟
وأسألُكَ عنها:
ماذا ادّخرتَ لها..؟
قلباً طاعناً في
السِّنّ
بين ضلوعٍ معوجّةٍ
لشابٍ في الثلاثين؟
أم أكذوبة
"التجربة"
التي يتسلّى بها
العاطلون عن العمل؟
وأسألُكَ -كالعادة-
عنك:
من أيَّةِ نافذةٍ
سَيَهُبُّ "الموتُ" عليكَ؟
ومن أيِّ المُدُنِ
سيأتيكَ بريدٌ يُنْجيِك؟
عندما ترجع من رحلتك،
أشعث،
مغبرّاً،
مجهَد العينين،
وتقول لامرأتك:
"جئتُكِ من
بعيد"
أو
"جئتُكِ من
البعيد"
على حسب ما تيسّر لك
وقتها من البلاغة..
اعرِفْ أنك المسؤول
الأول،
والأخير،
والوحيد،
وابْكِ ما استطعتَ إلى
ذلك سبيلاً..