اعتذار
" قصة قصيرة"
حامد حبيب
تأجَّجَ الحُلمُ بداخلى ، فوجدتُنى مُمتطياً
جَواداً
لا يُثنيه الريح ، ولا
تُرهقُه العاصفة ، حتى امتلأتُ
بطموحٍ مدَّ
بِذراعَيهِ إلى الثُّرَيَّا ، وليالى
وحدتى
جعلَت بينى
وبين الخيالِ صداقةً حميمة ، حتى
أسفرَت تلك
الليالى عن قصصٍ ثريَّةٍ فى
إبداعِها
كما تراءى لى ،
فوجدتُنى يوسُف إدريس ونجيب
محفوظ وتولستوى
وهيتشكوك ، كأنّى أحدُ هؤلاء
أو..................
وأنا ساهرٌ كالعادة، أُفكِّرُ فى المُلتقى
الأدبىِّ القادم
..يلفُّنى عالَمٌ من
السكون ،كى أكونَ صورةً من صُوَر
أحلامى التى تطوفُ
بحُجرتى الضَّيِّقة ، فأتخيَّلُنى
مُعتلياً العرش الأدبى
، والجمهورُ مُتهافِتٌ على شراءِ
قصّتى الجديدة التى طُرِحَت
بالأمس لدى الباعة ،
ودورُ النشر تتسابقُ
لاحتكارِ أعمالى.
أنظروا
أيُّها الجهلَة ! يامَن تتهكَّمون
على سهَرِ
اللَّيالى وعِشقى
للأدبِ ومُلتقياتِه...أرأيتُم كيف صرتُ
الآن أحدَ الفرسان !
هذه سيّارتى
ياامرأةً دأبَت على
السُّخريَّةِ منِّى،
فاركبى وهاتى العيال ..
يا عالَم ! ها أنا ذا....
دخلَت زوجتى
صارخةً بطفلى الصغير : " الواد سُخن نار ...كُل ده وانت مش سامع
"..انتفضتُ فزِعاً
قالت : " لازم
نروح للدكتور " ...جلستُ فزِعاً..الجيبُ
خاوٍ تماماً..استعينى
بالكمّادات..أعطِهِ أسبرين..لطمَت
وجهَها ...وقفتُ
متحيِّراً ، تائهاً ....حاولتُ أن أفعلَ
ذلك بنفسى...كانت قد
تركَتِ الشقّة....تأجّجَ بداخلى
حين غادرَتِ
البيتَ بطفلى الذى يصرُخُ ألماً ، عزيمةُ
ال..عَ..مَ..ل
" يا مَن كنتُ لا
أُجلُّ شأنَكَ على المَدى..أيُّها الجنيه...
الآنَ غيَّرتُ
وجهَتى...أنا أعتذر ".
١٥_ ٣_ ٢٠٠٠م