سليمان حسين
ثنائيات
(١)...
هي تجيد مراوغة الشوق
بمهارة عالية
وهو يجيد شطب اللحظة من
دفتر الذاكرة
لسان حالها يقول: لم
تكن الفراشة لتحترق لولا غواية اللهب.
ولسان حاله يقول:
الصقيع يسكن أكواني فلا داعي لاستهلاك المزيد من طاقتك لتثبت لي مدى اهتمامك بي.
(٢)...
ليتنا لم نبح ربما كان
للحظة الأن خلود يعبر بها الى الضفة الاخرى للفرح بعكس جريان الخذلان
(٣)...
يحدث أن تحرص جاهدا على
أن تمنح أحدهم رقما كبيرا في خانات اهتمامك الا أن سلوكياته تثبت لك يوما بعد يوم
بأن قيمته الحقيقة ليست سوى الصفر
تجاهله إذا ودعه يعرف
حقيقته على كل حال.
(٤)...
أنا وأنت...
نتظاهر بعدم الاكتراث
بينما تحترق المروج
الخضراء في صدرك
ويتصاعد الدخان من
جمجمتي
كل هذا يحصل بصمت رهيب
وكبرياء باعث للشفقة
آه ما أحوجنا لشجاعة
الاعتراف!
(٥)...
ليس ثمة ما يفضح هشاشة
المرء كغياب من يحب.
(٦)...
من يقنع المرسى أن
المراكب المتمردة تبحر دوما دونما بوصلة!
(٧)...
الحنين إلى التفاصيل
وقود يشعل شرارة الذكرى إلى أشياء لم يعد لوجودها أثر لكننا بطريقة ما لا نستطيع
تجاهلها مهما اجتهدنا في النسيان.
(٨)...
الشوق جرح مفتوح
والمسافات ملح.
(٩)...
في لحظة ما والقصيدة
تتوسد كتف البحر
يغرق الصوت في لجة
الصمت ويذوب الصمت في زحمة الكلام.
(١٠)...
للأماكن دهشة المواعيد
العابرة للزمن في غفلة اللحظة
وللقاءات ارتباك الرمل
في حضرة المطر.
(١١)...
وعلى سبيل التمني:
ليت الريح تسرق من
أنفاس العطر حفنة من غواية!
(١٢)...
وفي دهاليز الايام لمحت
على الواجهة الزجاجية للمر المؤدي الى ردهة الوفاء عبارة تقول: "مقاسات
الصورة في المرآة غير حقيقية."
(١٣)...
ولكي تأمن مكر الشوق لا
تفتح له باب قلبك على مصراعيه بثقة مفرطة.
(١٤)...
وعلى حين صفعة
وأنت تبعث من تحت أنقاض
الخذلان
تقف على حافة الرماد عاريا
تسعل خبث الحب وتنفث عن
قلبك دخان اللهفة
تقهقه ساخرا في وجه
الريح
وتجرع نخب اللامبالاة
في حانات الصدى
تهمس في سرك منتشيا:
ما أشهى الصقيع حين
تشتعل الحرائق!
(١٥)...
لا تشكو وجعك لأحد إنه
فخ
الناس فقط تجاملك رأفة
بك وشفقة بحالك لكنها بمجرد مغادرتها لك و انتهاءها من الحديث معك تتحدث عنك وتسخر
من وجعك ونزيف جرحك
وقليلون جدا من يحفظون
السر ولا يتذمرون من أنين شكواك وانكسار ملامحك.
(١٦)...
إلى أحدهم يقرأ حرفي
بشفاه قلبه الآن:
صحيح أننا لم نكن ننوي
الفراق لكنه بطريقة ما حدث.
(١٧)...
بقدر لهفة البدايات
تأتي خيبة النهايات
وبقدر ارتفاع سقف شغفك
يكون دوي سقوطك
وحدك أنت من يرسم خارطة
حزنك
وحدك من يدفع ضريبة
خذلانك
احفظ ذلك جيدا قبل أن
تجازف في أي علاقة عابرة
فقانون الحب ياعزيزي لا
يحمي المغفلين وحديثي التجربة.
(١٨)...
وليلة تاهت على مفترق
النشوة تعادل في حساب القلب ألف عام وعام.
(١٩)...
يحدث أن تصاب بوعكة شوق
لأحدهم دون أن تجد تفسيرا منطقيا لذلك...سيلان شعوري يتدفق فجأة في
مخيلتك...تنهيدة تتكور في صدرك... زحمة حروف تتسابق في حنجرتك والكثير من الآهات
تتناسل بين ظلوعك
ثم وبنصف ابتسامة تركل
مؤخرة الفراغ وتمسح دمعة مالحة ترقرقت لتوها في مقلتك ساخرا من هشاشتك وقسوة قدرك
...هكذا تأتي الذكرى بمذاق لذيذ يخالطه الأسى
ليس بإمكانك أن تحبها
كما أنه ليس بمقدورك أن تكرهها.
وستظل كذلك ما دام
أحدهم يسكنك ومكانه شاغرا في داخلك.
(٢٠)...
حسنا لنتفق بأن الخيانة
هي أسوأ ما ابتكرته البشرية حتى الآن
ولنتفق أيضا بأن
الأقربون أولى بالخذلان
على مر التأريخ كل
طعنات الغدر كانت قاتلة
في لحظة ما وأنت مبتسم
في ذروة نشوتك
ستأتيك طعنة في التوقيت
الخطأ
وستهب رياح الخيبة بما
لا تشتهي سفن ثقتك
لتغرق نازفا في لجة
ظنونك
ويبقى جرحك طافيا فوق
رواسب الملح
بينما قلبك مطمورا في
وحل الوقت إلى ندم غير مسمى.
قصاصات_شوق_في_مهب_الخيبة.