جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
تاريخحامد حبيبلغة

اللٌُغة السواحيلية ومحاولات الاستعمار لقتل اللغة العربية

 

اللٌُغة السواحيلية    ومحاولات الاستعمار لقتل اللغة العربية

حامد حبيب

  * اللغة السواحيلية قد سمّاها العرب بهذا الاسم نسبةً إلى سواحل أفريقيا الشرقية ، إذ هى عبارة

عن  اختلاط  العربية  باللغة  المحلية   للمواطنين الأفريقيين  هناك.  ويمتد  نفوذ اللغة السواحيلية

من كينيا  إلى أواسط الكونغو .  وهى لغة إقليمية

يمكن للجميع  أن يتفاهموا  بواسطتها  ، وهى لغة

حافلة  بالمفردات   والتعابير   العربية ،  فهى  فى

الأصل لغة  عربية  مؤفرقة  ، أى مفردات وتعابير

عربية أُخضعَت الطابع الأفريقى،حتى أصبحت اللغة السواحيلية هى إحدى اللغات الرسمية فى كثير من بلدان شرقى أفريقيا  ووسطها حتى الكونغو.  وهم

لا ينطقون حروف الحلق، بل ينطقونها (ها)، فمثلاً:

سُكّر: تُنطَق" سُكارى" ، وسمك : " سماكا" ،   وقهوة :

"قهاوا"، ونصف :"نصّو" ، و زيادة : " زيادا" و إذاعة:

" إذاعا"  ..و ساعة  : " ساعا "  ، وسياسة  " سياسا ".

* وكان  من  أثر  التوسُّع  فى  الفتوح الإسلامية، أن اعتنق   كثيرٌ  من  الأفريقيين  الدينَ  الإسلامى  فى البلاد   المفتوحة   ، وبدأوا   يتعلّمون  اللغة  العربية

لفهم  القرآن  وأداء  الشعائر  ، واتّبع  العرب   سياسة هجرة   المسلمين  إلى  البلاد  المفتوحة ،  فاختلطوا بسكان  المدن  والقرى  تدريجياً  إلى  حد  المصاهرة

وازدادت اللغة العربية انتشاراً.

* وقد  أشعلت  الهجرات  العربية  رغبة الأفارقة فى تعلُّم اللغة العربية وانتشارها، ومنها هجرة بنى هلال

وبنى  سليم  إلى  غرب  أفريقيا ، وهجرة عناصر من

اليمن وحضرموت وعُمان إلى سواحل شرق وجنوب أفريقيا.

*  ولأنّ  التجارة   كانت  فى  أيدى  العرب  ،  وكانوا ينتشرون  فى  كل  مكان، دفع ذلك الأفارقة للتمسك بالعربية باعتبارها لغة الأسواق والتجارة.

* وأخذ  تيار  العروبة  يزحف  إلى  الكثير من أجزاء

القارة، حتى اصطدم مع انجلترا رائدة الاستعماريين

ثم   مع   المستعمرين  ،  الذين   وجدوا   أن  أخطر ماسيواجههم فى السيطرة على القارة الأفريقية هو تيار العروبة ، فالثقافة العربية، تستند وتتساند  على

تراث  فكرى  ودينى  يجعلها  لاتخضع  ولاتلين  أمام الثقافات الأخرى ، بل تستطيع مقاومة هذه الثقافات السيطرة عليها. ولكى يحارب الاستعمار هذه الثقافة

وتلك اللغة القوية ، أحيوا الثقافة الأفريقية الأصلية

وصبغوها بصبغة قبلية إقليمية  تستهدف أغراضهم

ومناهجهم  الاستعمارية، بقصد  إقامة سد فى  وجه اللغة  العربية ، وتلا ذلك تسلُّل تدريجى لإحلال اللغة الإنجليزية  ونشر  الثقافة  الإنجليزية  ،  وقد رسموا

لذلك تخطيطاً استعمارياً لغوياً ، يبدأ بتشجيع دراسة

اللغات  الأفريقية على  يد المُبشّرين  وعلماء اللغات ،

واختيار  لهجة  تسود  ويُنتفَع  بها  فى  التعليم  فى المدارس الابتدائية، ثم إلغاؤها تدريجياً أو نهائياً..

وأتى ذلك بتشجيع اللغة الإنجليزية المُبسّطة كتمهيد لسيادة   الإنجليزية  ، واعتبارها   لغة   أساسية   فى مراحل التعليم المختلفة حتى مرحلة التعليم العالى..

حتى  وصل  بهم  العداء  السافر  للعربية أن اتهموها بالضعف ، ودفعوا  الناس بكتابتها  باللاتينية، وجعلوا

بعض  الحاقدين  فى   نيروبى  يكتب  فى  صحيفة يومية   تصدر   بالإنجليزية   قائلاً   :  "   إن    اللغة السواحيلية  تُذكّر  الأفريقيين  بالعهد  الذى كان فيه العرب يبيعون الأفريقيين".

*  والاستعمار    السياسى   يعقبه   بالطبع   استعمار اقتصادى ،  ويؤمّن  عليه  باستعمار  ثقافى، واللغات الأوربية     فى    أفريقيا    رمزٌ    خطيرٌ    للظاهرة الاستعمارية  ،  من  أجل  ذلك حاربت العربية لتعلُّق الأفريقيين بها.

*  ولما  وجدوا  أن  الشعوب تنفر من لغة المستعمر ،

حاولوا  تقوية  اللغة  السواحيلية ، لتكون  بديلاً عن

اللغة  العربية  ، ونظراً   لوجود  مسلمين  ،  ملتزمين بحفظ القرآن ، بقيت اللغة العربية خالدة، والجماهير

المسلمة تنظر إليها لأعلى أنها مجرّد لغة ، ولكن تنظر إليها  بروح  القداسة ، لأنها لغة القرآن ، ولغة  رسول الإسلام، ولغة كتب الدين التى يحبونها ويحترمونها ويتعلمون منها أصول دينهم.

* ستظل اللغة العربية باقية ، محفوظة بحفظ الله

لأنها لغة القرآن ، فقد تكفّل الله بحفظها عن طريق

حفظ  قرآنه  الكريم  ((إنّا  نحنُ  نزّلنا  الذكرَ وإنّا له لحافظون)).

* فى ضياع اللغة وتهميشها، ضياع للتراث الثقافى

لدى الأمة ، والتبعية للغة الآخر تبعية لثقافته، فإذا

وقعنا فى تلك التبعية، فلاهويّة ثقافية لنا ، ولاملامح نختص بها ، والامتداد الثقافى  مع   دول أفريقيا ، هو امتداد يجمعنا منذ عصور طويلة، لابد

من الحفاظ عليه، والدفاع عنه.

_________________________

حامد حبيب _ مصر


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *