حامد حبيب
الفولكلور والاستشراق *!*!*!*!*!*!*!*!*!*!*!*
* مع بداية القرن التاسع عشر ، بدأ تاريخ جديد
فيما يخص دراسات الشرقيات الكلاسيكية وغيرها، والحق أنَّ أحداث الثورة الفرنسية
حملت نشاطاً علمياً وأدبياً وفلسفياً لم
تشهده البشرية من قبل . فلاعجب أن استطاع
(شامبليون) حلّ رموز حجر رشيد، واهتم (دى ساسى) بالبرديتين العربيتين، ففتح بذلك
مرحلة جديدة من دراسة
التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية.
* وقام المستشرقون
بتحقيق ودرس أجزاء من"ألف
ليلة وليلة" ، كما
أن كُتب هؤلاء العلماء،سواء فى الأدب العربى أو تاريخه أو تصوير العادات والتقاليد
الشرقية ، لاتخلو من التعرّض لألف ليلة وليلة ، كما
طُبِعت مراراً فى
أوربا، فكانت أكثر الكتابات الأدبية
الشعبية ذيوعاً لدى
المستشرقين.
* كما ظهرت" سيرة
عنترة بن شداد" فى ترجمة
جزئية لها بالإنجليزية
فى أربعة أجزاء على يد
( تيريك هاملتون) ١٨٢٠م
، وكان (كاردون دكاردون)
الفرنسى قد جلب نصّها
من القسطنطينية .
* كما لقيت الحواديت
اهتماماً منهم ، ف(دولاك)
الفرنسى قد نشر بالمجلة
الآسيوية قصص عربية
بلهجة مصر العليا .
* وجمع ( يعقوب أرتين)
ست حواديت من قصص
شعبية جارية فى القاهرة
، بين (١٨٧٠_١٨٨٦م) ، وتم
نشرها بالقاهرة
سنة١٩٠٣م ، وله أيضاً كتاب طُبعَ فى
باريس عام ١٨٩٥م ،
بعنوان" قصص شعبية مجهولة
من وادى النيل" .
* وللمستشرق (كارلو
لندبرج) كتاب" الأمثال السائرة
والأقوال الدائرة عند
أولاد العرب".
* وفيما نشره أولئك
العلماء من مجموعات الشعر العامى، نجد كتابين هما : "الأغانى الشعبية"
مجموعة فى مصر العليا بين(١٩٠٠_١٩١٤م)
ل(جاستون ماسبيرو) عالم
الآثار الفرنسى المعروف.
والكتاب الثانى،
للدكتور (مافريس اليونانى) وعنوانه
" إضافة إلى دراسة
الأغنية المصرية".
* كان ماسبيرو الذى
أقام بمصر سنيناً كثيرة، مشتغلاً
بالآثار المصرية ،
قد استهوته الأغانى
الشعبية التقليدية فى مصر ،
فجمع مااستطاع منها
أثناء إقامته بصعيد مصر فيما بين (١٨٨١_١٨٨٦م) ، وعاود
الكرَّة مرَّةً أخرى،
وعيّن لمساعدته نفراً من المصريين
يأتونه بتلك
الأغانى والبكائيات ومدائح
الأولياء، ونقل عن عُمّال الحفر بعض أغانيهم ، وجمع ذلك فى
كتابه" الأغانى
الشعبية"..وقد جمع أ(ماسبيرو) أكثر
من
مائة أغنية من قرى
أسيوط ودندرة وطيبة
والأقصر والبلينا،
وجعلها ثلاثة أقسام ، أولها : أغانى
الزواج والختان ،
والثانى : فى البكائيات والجنازة ،
والثالث : فى أغانى
العمل والحج ، ودوّن النصوص
بالعربية ، ثم صوّر
نطقها بالحروف اللاتينية، وترجمتها إلى الفرنسية، وأضاف لها شرحاً لمفرداتها
وتراكيبها .
* كما يرجع الفضل ل( بول كالا) و (چورچ يعقوب)
الألمانيَين ،فى إظهار
شِعر التمثيل فى كتابهما : "منار
الإسكندرية القديمة فى
خيال الطفل المصرى"فقدّما
فيه"طيف
خيال"و"عجيب وغريب"و"المُتيَّم" ل(ابن دانيال
المصري) و " لعب التمساح" و
" حرب العجم"
للشيخ ( سعود )
و (داوود العطار) وكانوا
رؤساء لُِفرَق خيال الظل أيام ازدهار هذا الفن.
* كما نجد
(ابن خلدون) يحدثنا فى
مقدمته عن لغات الأمصار " أى : عامياتها "
..وينتبه إلى أن تلك العاميات أصبحت هى
لغة الأمم وصاحبتها، ولغة
آداب راقية، الأمر الذى
دعاه إلى أن يطالب بوضع نحوٍ لها ،
كما وضع العلماء
نحو الفصحى.
* وفى القرن
الرابع عشر ، وضع (محمد البلبيسى)
مُؤلَّفه "
المُلَح والطُّرَف " ، وهو
إنموذج للأسلوب
الفصيح العامى ،
وقد نبّه إليه (سبيرو بك).
*ويبدو أنه فى ذلك القرن
وأوائل القرن الخامس عشر ، تم تدوين
السِّيَر المعروفة التى
أثًرت فى
خيال منشئى الب الشعبى، فكانت" سيرة بنى
هلال"
و "سيف بن ذى
يزن" و" عنترة بن شداد".
* وطُبعت " ألف
ليلة وليلة" فى بولاق سنة ١٨٣٥م،
أيام( محمد على) ،
كما طُبعت " سيرة الملك الظاهر
بيبرس " سنة
١٩٨٠م ، وسيرة
" أمير الجيوش " المشهور
بكاتم السرّ ل(الدينارى )و (الدويدارى).
* وهناك أيضاً
موّال " الأدهم
الشرقاوى " وقصة
" خضرة الشريفة
وماجرى فى بلاد النصارى" ، وهى كتيبات مطبوعة فى مصر عام ١٩٤٨م، ومابعده.
* كما ظهر كتابان
ل ( أحمد تيمور باشا ) يمتازان
بالتذوّق الأدبى والدقة، صدرا عام ١٩٤٩م ، عن لجنة
نشر المؤلفات التيمورية
بالقاهرة ، وقد عقد المؤلف
مقارنة بين
بعض الأمثال ونظائرها
فى أدب الفصحى ، والثانى : " الكنايات العامية" فى محاولة
لرصد التراكيب البلاغية
العامة، غير أنه كان مما وقع فيه من خطأ ،أنه قاسَ بلاغة العامية بنفس مقاييس
بلاغة الفصحى.
______________
حامد حبيب _ مصر