الخيّام..والعصر الذى عاش فيه ( ٢)
حامد حبيب
*اسمه
:غياث الدين ابو الفتح عمر بن ابراهيم الخيّام، وشهرته(عُمر الخيّام).
*وُلِد فى
"نيسابور"عاصمة خراسان حوالى سنة
(٤٣٣ه_١٠٤٠م) فى عهد
السلطان (طغرل بك)أول
حكام السلاجقة ،الذين
أسّسوا دولةً امتدّت من بلاد
ماوراء النهر وخراسان
إلى أطراف العراق.ومع فوز
السلاجقة بالحُكم
وانتصارهم على الإمبراطور
البيزنطى (ديوجين) فى
المعركة الفاصلة ب"متريكرت"سنة ٦٣ه/١٠٧١م، بدأت
الفترة التركية
للدولة الإسلامية مع
السلاجقة.
*وحظِىَ انتصار
السلاجقة بتأييد السكان فى وسط
إيران،وانفتحت الطريق
بهذا التأييد أمام المزيد من الانتصارات التى أحرزتها فى بلاد الجزيرة وخارج
أراضى الدولة العباسية
فى أذربيجان وأرمينيا
وآسيا الصغرى.
*وقد استعان ملوك
السلاجقة لإحياء نزعة الجهاد الدينى، مما نتج عنه اجتذاب التركمان المجاهدين،
الذين أخلصوا فى حروبهم
تحت قيادة السلاجقة،
وكان لاعتناق السلاجقة
المذهب السُّنّى وإخلاصهم
للإسلام أثر كبير على
امتداد نفوذهم.
**من الناحية العلمية:
-----------------------
*حفل هذا العصر فى بداياته بالروح العلمية
وتأسيس المدارس،وكان علم الكلام قد وصل لدرجة
كبيرة من النُضج
،واشتدّ النزاع بين الأشاعرة والمعتزلة والحنابلة، وشاعت آراء الباطنية،خاصة
حركات الاسماعيلية
بزعامة (الحسن الصبّاغ) و
(أحمد بن عطاش)فى دولة
تدين بالمذهب السُّنّى،
وهى حركات استنفدت قوة
كبيرة من السلاجقة،
وتعدّدت الفرق
والطوائف،وتعصّبت كل فرقة لمذهبها
وكثر الفلاسفة ومنهم
(أبو على ابن سينا)وعظُم أمر
التصوُّف.
*وُجِدَ (عُمر الخيّام)
في هذا العصر الذى شهد انتصارات السلاجقة،ثم ضعفهم وهزيمتهم، وماابتُلىَ
بع العالَم على يد
الصليبيين، والذى شهد تنوّع واختلاف المدارس والمذاهب الدينية.
* وكان
(الخيّام)النيسابورى الآباء والوطن تِلو ابن سينا فى علوم الحكمة، وكان يميل إلى
التصنيف
والتعليم، وكان عالماً
فى الفقه واللغة والتاريخ، ويعلم علم اليونان.
*قال عنه
المسيو(نيقولا)الذى ترجم الرباعيات للفرنسية"أن الخيام شاعر صوفى مشغول
بالعشق
الإلهى".
*كما تطلّع في علم
النجوم والحكمة، وكان عزيزاً
إلى نفوس السلاطين
مُكرَّماً إليهم، حتى أنه درس الطب ومهر فيه ،حتى دعاه السلطان (ملك شاه)فى
مرض ولىّ العهد(سنجر) .
ودرس الرياضات،خاصة الجبر،وطبّق علوم الرياضة على الفلك، وهو ما جعل
السلطان (مُلك شاه)
يدعوه مع جمع من العلماء
لإصلاح التقويم،فأخرجوا
التقويم الجلالى الذى يبدأ من يوم النيروز
(١٦مارس ١٠٧٩م_١٠رمضان ٤٧٨ه)
ولايزال هذا التقويم
عيداً من أعياد الفُرس إلى اليوم.
*وفى العصر الذى نشأ
فيه الخيام كانت نيسابور عاصمة خراسان غنيّة بالخيرات خصبة التربة
كثيرة الماء وافرة
المحصول،سهولها ناضرة،تكتنفها
جبالٌ عالية ، وكان
فيها ستّ جامعات..وكان المشتغلون بالعلم فى هذا العصر لايكتفون بالتعرُّف على علم
واحد، وإنما يتناولون أكثر من علم ،كما هو
الحال عند الخيّام،
وكما كان عند ابن سينا والفارابى
وغيرهم.
* وفاته : قيل أنه كان
يتأمّل الإلهيات من كتاب "الشفا" لابن سينا، فلمّا وصل إلى فصل الواحد
والكثير، وضع الكتاب
وقام فصلّى ثم أوصى، ولم
يأكل ولم يشرب،فلما خرج
من صلاة العشاء سجد لله،وقال فى سجوده:" اللهمّ إنى عرفتُك على مبلغ
إمكانى فاغفر لى،فإنّ
معرفتى إيّاك وسيلتى"....
وكان ذلك آخر عهدِه
بالدنيا،إذ تُوفِّىَ حوالى (٥١٧ه_
١١٢٣م)فى عهد السلطان
سنجر. وقد دُفِن فى مقبرة
الحيرة بنيسابور. ___رحمه الله_
_________________سنواصل
إن شاءالله
حامد حبيب _ مصر