اللُّغةُ وخصائصُها الأصيلة
حامد حبيب
-------------------------------
* إنَّ اللّغةَ ليست عُنصراً مفرداً
فى الأدب ، فهى ليست مُجرّد قواعد
نحويّة وصرفيّة وبلاغية ، بل
وعاءًا فسيحاً وكياناً حيويّاً مرِناً قابلاً للأخذِ
والعطاء
والتشكُّل والتلوُّن ، طبقاً لقاعدتَين هامّتيَن هما :
١) قدرةُ
الموهبة.
٢) ثراءُ
الحافظة التى يمتلكها الكاتب.
* واللغةُ
: هى وسيلةُ
التفاهُم وأداة ُ التعبير عن المعانى ...والكاتبُ يتجسّدُ
لُغوياً فى نَصِّه ، وهذا
التجسيدُ اللُّغوى يعكسُ المستوى الحضارى والعلمى
والاجتماعى
الذى بلغته المرحلة
التاريخية التى يعاصرها الكاتب
ويُعبّر عنها ، وهذا الرأىُ يفترضُ _
طبعاً_ أن يكون
َ الكاتبُ مُلِمّاً
بثقافةِ عصرِه إلماماً
عميقاً شاملاً ، لكن اللُغةَ فى النهاية ، هى إبنةٌ
شرعيّةٌ
للموهبة ِ والتاريخ
والسياق النوعى الذى يكتب فيه
الكاتب ، وخصوصيّة
البيئة الثقافيّة والاجتماعية التى تُعبِّر عنها التجربة
الأدبية.
فاللُغةُ_ إذن_ كِيانٌ تاريخىٌّ سواء فى الشِّعر أو
النّثر.
واللُغةُ العربيّةُ الفُصحى حملَت خصائصَ تفرّدت بها ،
حيثُ
استوعبَت الأحداث والوقائع
والحروب والحِكَم ، كما أنها تُمثّل
صورةً لتُراث الأُمّة
، إلى جانب أنها تُمثّل
_أيضاً_الموهبة والتجربة التى تعبّر
عنها.
* ولكُل
فنّان أو أديب لُغتُه
الخاصّة التى ينتقيها لنفسه
وأسلوبه الذى يُميّزه عن
الآخرين ، حتى لا تتشابه الصورة . ولقد
جاء الإمامَ محمّد عبده أحد
تلامذته ، وقال له
:" لقد حفظتُ كتابَ البخارى كلّه ،
قال له الإمام
: إذن ،
لقد زادت نُسخةُ البخارى نُسخة.
* فالإبداعُ
، ليس أن تحاكى أوتُقلّد أحداً ، أو تكون
نسخة أخرى من
الغير ، فلابُد لكل ذات مبدعة أن
يكون لها مايُميّزها
، لها لُغتها
وأسلوبها ، ورؤيتها الخاصّة ، فلتخرُج
موهبتك فيّاضة بكُل
جديدٍ ومؤثّر.
________________
حامد حبيب_ مصر