افين حمو
رسالة من جد لحفيدته
صغيرتي افين
أنظر إليك من فردوسي
من فوق مائدتي البيضاء
أرى جسدك الصغير الناعم
وهو يسير على الأرض
كأنه قطعة منها
وألمح دوامتك النفسية
وأنت تحاولين أن تجمعي كل الخيوط الكونية وتجذبيها تجاهك
تحملقين في الكون باحثة
عن فناء له
لكن دون جدوى
فتسقطين في دورة القمر
غير المجدية
فريسة للأحباط
توقفي يا صغيرتي
واستديري كأن أحد ما يناديك
تقاسمي مع الزمن دورته
داخل مجال جسدك
تحسسيه بيديك
أنظرى للشمس فهي مازلت
عادية
ولم تتوهج بشكل غير
العادة
تيقني أن الإحساس الذي
ينتابك ماهو إلا وهم كبير
امعني النظر لعين ابنتك
هما عيناك ككل يوم
اركضي في الزحام دون
خوف من أحد ما قد يتبع خطواتك
لا تتركي الحياة يا
صغيرتي كأنك هواء سابح في الكون
لا تبحثي عن الموت
دعي الموت في جثث
المشرحة
كوني المقاومة المجنونة
كقطرة ماء تقاوم
الذوبان في ماء البحر
تحركي...
دعي قدميك تركض على
الأرض
لا تجلسي على مقعد خشبي
بدون ظهرك
إجلسي على العشب الأخضر
وحدقي في الأرض بحجم كف
اليد
كيف تعيش داخله ملايين
الكائنات الدقيقة
حركيه أو هزيه بيديك
لن تهتز كل الأجساد التي تعيش بداخله
قد ينتفض النمل ويخرج
لأنه أحس أن هناك من يناديه بإسمه
ذاك النداء هو الذي
جعله مختلفا عن باقي الكائنات
أراد أن يهرب من الخطر
ولم يخف جسده بين أجسادهن
ويدس رأسه بين رؤوسهن
ما زال الدم يجري في
عروقك يا صغيرتي
وأن المستقبل أمامك
كوني افين
البنت المُجدة
الشديدة اليقظة
التي تزاحم الأجسام
الأخرى للوصول للطريق
تتسلق الصعاب دون أن
تلهث
افين التي تنحت الموج
لترسم على ملامح الوجوه
إبتسامة فرح
الطفلة التي إن ضحكت
يشع القمر بنور ضحكتها
تلاحمي يا صغيرتي مع
أسمك
افين والعشق
هي الحياة ........
افين