جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءحامد حبيب

سيمُرغ...و..رحلةُ الوصول إلى النور=من الدُّرَر الصوفيَّة التى تهمسُ إلى أحرار هذا العصر

 

حامد حبيب

سيمُرغ...و..رحلةُ الوصول إلى النور
                =من الدُّرَر الصوفيَّة
       التى تهمسُ إلى أحرار هذا العصر

  

     ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

   لقد اختلف تعامُل الأُدباء والنقّاد مع التراث ، فمنهم من  اكتفى  بوصفِه  وتسجيله  ولم  يتجاوز هذا. أمّا

المعاصرون  فقد عبّروا بالتراثِ  عن  قضاياهم  وعن

فكرهم   عن  طريق    التغلغل  فى  التراث  وهضمه، ويرجع ذلك بطريقة فهمهم للتراث.

إنّ   استلهام  التراث  واستدعائه  ،  وحُسنِ  توظيفه يحتاج   إلى  أديبٍ  أوشاعرٍ  واسع  المعرفة ،  مثقّف ثقافة  شاملة  ، مُرهف  الحسّ ، حتى  يصل  بالتراث لمستوى  الكشف  عن  الواقع ، فلا  يكون  كل  هدفه تذكيرنا  بالماضى فقط ، إنما  التفاعُل مع هذا التراث،

وربطه بمفهوم الأديب وقضايا عصره وأحزانه، حيث

تتحقّق  الأصالة  والمعاصرة  فى الإنتاج الذى  يتّخذ منه مادّته من التراث.

وتوظيف التراث  مدخلٌ جيّد للأدب ،- شعره  ونثره-

لطرح  كثير  من  القضايا  المعاصرة من خلال الرموز

التى  يلجأون  إليها  عن طريق  توظيف الشخصيات

أو   الأحداث  أوالأماكن  أواللغةِ  نفسِها  ، وتُعَد  هذه وسائل فنية يستطيع الأديب من خلالها التجديد فى صياغةِ تجاربه  ، بعيداً عن الأفكار  المباشرة والمهانة

التقريرية ،  لتوظيفها  فى  إصلاح   الواقع  المعاصر وإيقاظ الحاضر لينهضَ من غفلته ، ويعود إلى القوة

التى  كان  عليها   قوّادُ  عصور  الحضارة  الإسلامية الزاهرة .

___________

* و (فريد العطّار) _المولود  فى  سنة ( ٥١٣-١١١٩م )

والذى استُشهِد على يد المغول فى سنة(٥٨٦ه-١١٩٠م

فى "نيسابور" ، أو قيلَ من شهداء الحُب الذى قتلهم

المتمسّكون بحَرفيّة النص ، وهو من الصوفية  الذين

أفاد  منهم  مولانا جلال  الدين الرومى_ كتب  الشعر

والنثر،وكان الأسلوب القصصى هو الغالب فيهما،ومن

أهم كتبه:"منطق الطير" و"إلهى نامِه" وغيرهما. ويُعد

كتابُ  "منطِق الطير"  أهم  هذه  الكتب ، وقد صارت هذه القصة رمزاً عميقاً للطريق الصوفى الذى يوصّل

إلى الحضرةِ الإلهية.

و(سيمُرغ)معناها بالفارسية "ثلاثون طيراً"..ف"سى"

معناها:"ثلاثون" و" مُرغ" طائر.

وتحكى باختصار عن سفر مجموعة من الطيور غاية فى  الروعة  والجمال  نحو ملكهم الأعظم"سيمُرغ" ،

وأثناء  سفرهم   الملئ  بالمخاطر  والمهالك ،  هلكت الطيور كلها إلاثلاثون منها  وصلت إلى باب "سيمُرغ"

حين  قرروا  ذلك  فى البداية ، سارعت جميع طيور

الوادى  بالرحيل  إلى "سيمُرغ" وعلمت  جميعها  منذ

البداية أن الطريقَ شاقٌ وطويل، وأنه لن تقوى عليها

سواعدُ  حِفنةٌ من العجزَة ، وما أكثر الذين  ماتوا من

العجز   فى  ذلك  الطريق  ،  وأما   الطيور  الأخرى ،

فاندفعت  إلى المسير ، فقضت  سنواتٍ  متنقّلةً  بين

مُرتفع ومُنخفض ، وقضوا فى طريقهم عمراً مديداً ،

ووصل  إلى هناك  نفرٌ  قليلٌ  ، فقد  كان يصل  واحدٌ فقط من بين  كل عدّةِ  آلاف ، فقد  غرق البعضُ  فى البحر، وأُصيبَ البعضُ بالفناء ، وأسلم البعض الأرواحَ

عطشَى ،  وذلك على قمَم  الجبال من  شدة  الحرارة

والآلام ، وأصيبَ البعضُ  من  وهجِ  الشمس باحتراق الأجنحة  ،  وأصيبَ   البعضُ  بالذلّةِ   والمهانة  ،  ممّا بالطريق  من  أسودٍ  ونمور  ،  وقتل  البعضُ  أنفسهم كالفراشة، وتوقّف البعض أمام عجائب الطريق ، فلزم

كلٌّ  منهم  موقعه ،  وأسلم البعض  أجسادهم  للطَّرب

وكفّوا  بعد ذلك عن  الطَّلب.وأخيراً لم  يصل من بين

مئات الألوف إلاّ ثلاثون طيراً .

قال  الجميعُ  :  إننا  حضرنا  إلى  هذا  المكان  ليكون

"السيمُرغ" لنا سلطاناً..وصلنا إلى الأعتابِ ثلاثين بعد

أن كنا آلافا، جئنا من طريقٍ بعيدٍ  وكلنا رغبة فى أن

نحظى  بالحضور فى  هذه  الحضرة  ، حتى  يرضى السلطان ويرعانا بالعطف.

___________

*هل الوصول إلى ماتتمنّاه سهلُ المنال؟

حين تريدُ  وطناً  آمنا يستوعب  آمالك   ويحنو علي

أحلامك  ، فاعلم بأن  الطريقَ  صعبٌ وشاق......الذين

يتمنّون  ذلك كثير  ، وعندما   تأتى   أوقات  النهوض للوصول ، فمنهم  من يموت  شهيداً  ،  ومنهم  من  لا يقوى  على المسير  ، ومنهم  من يتوقف عند أحلامه

الذاتية  ، ومنهم  من  يعود من الطريق  ، ولايصل إلا

من  عاهد نفسه على الخلاص  مهما  تحمّل  من  آلام

ومهما قاسى من  صعاب  ليصل  إلى حضرة   الحريّة

وبلوغ  الأهداف  المنشودة  ، لايصل  من هذا  الجمع

الغفير   إلا  من أخلص  لهذا   الوطن  حقّ  الإخلاص، وتفانى   فى   سبيل  بلوغ المرام  . فكم  من  ثوراتٍ

نهضت  ،  كانت  فى  حقيقتها  خواء ،  من   متملقين

ومرتعشين   وضعفاء   وخانعين    وثرثرية   سياسة

وانتهازيين  ينتظرون  النجاح  ليسرقوا  الثورة   من

أصحابها  ،  ولايبقى إلا  قليلٌ من  المخلصين  ، حين

ينظرون وراءهم ، لايجدون  من كل هذا الجمع أحداً

..فمنهم  من  انسحب  مبكّراً ، ومنهم من خان وباع ،

ومنهم من يئس، ومنهم من آثر لذّة الحياة وطاب  له المقام معها فى الطريق، ومنهم من أصابته يد غادرة

..حينئذ وصلوا وحدهم  إلى حضرة الكرامة  ،  ولكن

هل حققّت الرحلة النجاح ؟  كيف ولم  تصل الجموع

إلى النهاية ؟

لو  تكاتف  الجميع  مع  القلة  التى  حاولت  وتحملوا معهم الصعاب لتحققت أهداف الجميع، وبلغوا المراد.

وهذا  الوطن  العربي  يحتاج  ملاييناً  تشبه الثلاثين طيراً  التى وصلت  بعدما  انتحلت  أجسادها . الفناء فى المحبوب" الوطن" ، هو جسر الوصول.

*تخلّص  من   الشوائب  ومايشينُ  قلبك  تبلغ  عنان السماء وتصل إلى الحضرة الإلهية.

* تخلّص من الشوائب ومايشين قلبك ....اجلو قلبك

تصل إلى حضرة الحرية والكرامة،و تبلغ ماتأمله.

فلن تحقق رحلةُ البحث عن الحرية والعدل والكرامة

والمساواة  غايتها فى ظل خنوع الأكثرية ،  وانعدام

عزيمتها وتفككها، وفساد أخلاقها وسريرتها.

  ومانيلُ المطالبِ بالتمنّى   ولكن تؤخذُ الدنيا غِلابا

______________

حامد حبيب_ مصر


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *