هاني الهندي
حكاية درويش في محراب العشق. (1)
أحمد رامي وأم كلثوم
حكاية حب من طرف واحد
هاني علي الهندي
نشر الشاعر أحمد رامي أول
قصائده في مجلة "الروايات الجديدة" التي كان يُصدرها نقولا رزق قبل أن
ينشره في مجلة الشباب التي كان يصدرها عبد العزيز الصدر، ولذلك عرف بشاعر الشباب،
وصدر ديوانه الشعري في طبعته الأولى عام 1918، وظل يكتب الشعر بالفصحى حتى التقى
بأم كلثوم عام 1924، ليبدأ مشواره مع العامية من أجلها، فما الذي حدث؟
قبل أحمد رامي دعوة صديقه محمد فاضل للسهر معه في حديقة الأزبكية، ولأول
مرة يستمع لأم كلثوم التي كانت تشدو بدون موسيقى، وبعد أن انتهت من الغناء اقترب
منها رامي وطلب أن يسمع منها قصيدته التي
يقول فيها " الصَبُّ تفضحُهُ عيونُه.. وتَنمُّ عن وَجْدِ شجونِه"، وأمام
سحر صوتها وعذوبة اللحن أحس رامي بسحر يجذبه إلى عالم العشق والغرام، ليصدق القول
المأثور: "الحب من أول نظرة".
أخذ رامي يتحيَّن الفرص ليعبر لها عن حبه، ففرح جدا عندما طلبت منه أن يكتب
لها كلمات أغانيها، فرح جدا رغم أن كتابة الأشعار للأغاني لم تكن مقبولة في تلك
الفترة باعتبار السمعة المرتبطة بالمغنية، فأعطاها أغنية "خايف يكون حبك لي..
شفقة" التي نظمها عام 1924 في باريس إلى جارته الفرنسية التي لم تكن تحسن
العربية، حيث قدمتها أم كلثوم إلى الملحن صبري النجريدي
خايف يكون حبك فيَّا شفقه عليَّا
وأنت اللي في الدنيا ضي عنيَّا
شفت إني مغرم بهواك ولا باسلاك
راضي بجفاكِ وبرضاكِ خالص النيَّا
صُعبت يا روحي عليكِ وده يُرضيك
مادام حياتي في أيديكِ حن عليَّا
أنا اللي عارف مقدارك وطايق نارك
وراضي غلبك ومرارك رق شويَّا.
فهل وصلت الرسالة إلى أم
كلثوم..؟
استمر رامي بكتابة رسائله/ أغانيه التي عبَّر فيها عن الحب والغرام، والهجر
والصدود والندم والعتاب والألم والحسرة ... دون أن يصارحها ويعلن حبه لها فكتب عام
1926 البعد طال التي يقول فيها:
البعد طال والله عليَا يا هل
ترى فكره فيَا
يا نسمة البحر قوليلها تحرمني
ليه من رسايلها
تكونش خايفه اعدلها تلاحظ
الفرحه عليَا
