مئة عام من الجفاف وموت كلب
زينب بوتوتة
لا أحد بإمكانه أن يحس بك
وأنت تجر في حذائك المهترىء
حتى كادت أصابع رجليك، أن تتكلم من ألم جرحه الدامي
لا أحد سيسمع قرقرة بطنك وأنت تتضور جوعا
بينما الموسيقى الصاخبة تغطي كل ذبذبات الساحة
الشجعان في المعركة
معركة الفوز بإمراة مياسة القد نحيفة
والأوطان تنبعث منها رائحة الجيفة
لقد مات كلب فسجي فوق مدفع تاريخي
مدفع حارب به أجدادي حتى وضع في المتحف
و"العجار" الذي كانت ترتديه أمي
و جداتي المجاهدات
صار لباس متخلف
أنا مجنونة....أي نعم مع سبق
الإصرار والتمرد
وأبصم بالكتب التي قرأتها
والحروف التي تخنقني كلما تذكرت
قبر أبي البطل المنسي
إنني مجنونة
نعم و لأنني أتكلم عن أشياء تفوح منها رائحة التاريخ
مجنونة ب الخناجر التي طعنتني
وأنا طفلة في المدرسة
من مدرس مجرم أصبح مدير
وها أنا اليوم خارج سياق التاريخ تعسة
يجب أن أتحدث عن صوت مغنية ثملة
يزرع الأوغاد فوق جسدها المرصوص
بالشحم
خزانة من الأموال في صرخات ماجنة
"وهاذي في خاطر الشاطر إبن
الشاطر "
أو عن سياسي يبيع الوهم
ويشتري ما طاب ولذ من الأصوات
أو أتحدث عن فيلم لم يرى النور
صور بالمليارات
أو أتحدث عن أغنية
بلا لحن بذيئة الكلمات
أو عن كاتب جعل زنى المحارم
روايات
أو عن ذلك الممثل الذي مثل دور
الداي؟.
والداي هو أصلا من سلم جد
الممثل أبو كرش
مفتاح رقابنا
إبحثوا عن المفتاح
إنه تحت رأس من سبنا البارحة
وإستهزأ بوجودنا ككيان
وفي غرة نوفمبر قرأنا عليهم
البيان
و نحن من روض الأسود
و قطفنا الأندلس من معركة واحدة
و علمناهم فن الحديقة في غرناطة
وقرطبة وبناء القصور
وجعلنا رؤوسهم تحت حوافر خيولنا
ساجدة
تحسسوا رقابكم
تحسسوا قلوبكم قبل جباهكم في المساجد
حيا على الصلاح
حيا على الفلاح
واذا قامت الصلاة
فهل الصلاة
يصليها الأشباح؟....
الصلاة لرفعة الوطن عبادة
و إعلاء شأن الشعب هو السجادة
فيا ليتكم تفهمون أن صوت حذاء
ممزق
وأصوات البطون الجائعة
وأصوات الأفوه الكافرة بالوطن
ليست أخطر من أصوات الرؤوس
الفارغة
وهي تقرع على قارعة رصيف الأجساد التائهة
وصور المؤخرات
مكان الصور الشخصية في الوثائق
ومئة عام من الجفاف
وموت كلب
وجني لثمار فاسدة .
شعر زينب بوتوتة
الجزائر