نسرين المسعودي
...
لا مزّيةَ لي في أن أحبّكَ
العائدون من الأهوال
يا حبيبي
تخشاهم الحياةُ بمكر ٍ
و يذكرُهم الموتُ بحسرةٍ
و الأرضُ في نومتها الطويلةِ
تستنشق أشلاءَهم برغبةٍ حارقةّ
تمّدهم بقواها الخارقة
ليصيروا عشاقا
و يصيروا شعراءَ
بأصابع من نيازك
تُفجِّرُ الفلكَ
تضيئُ أجسادَهم حِمَما
ليسيحَ النهرُ الأبيضُ
فوق جسدي
يأخذني حصانُي الأحمر يا حبيبي
إلى أسفل منحدرِك القاسي
و يمدُّ من أكتافي جناحين
لألقاكَ
عند الأعالي أراك
شهيقا
يزداد عُلوا كلما ازددتُ
منكَ خصوبة
أشجاري التي أحرقها النسيانُ
في صدري
و غمرتها المياه المالحةُ
نَمَت أوْردةً و شرايينَ
لهذا الكون العجوزِ
شيءٌ بيننا
يطفحُ من القمر بسلاسة
صُلحٌ أبديٌ
يا إلهي
ينمو في الدُّرر
ليُخْمِدَ الوهم العظيم فيّ
و يتنفس في عناقك الحارّ سيلا
فيض من الرباّنية
يغفر ذنوبي كلها
إلا تلك التي لم تكن من أجلك
و يبرئني في عشقك
من لوعة الحلم
و الوهن
لا مزّيةَ لي في أن أحبّكَ
كل ما في الأمر
أنني أحاول أن أنجو مني
و أتورط فيك لأجلك