النجاح و الحب
العقيد بن دحو
لايمكن ان نفهم جدلية
النجاح و الحب إلا من خلال رواية : (صقر مالطا) الروائي: (هاميل شاميت) ، بطلها
جندي من البوليس السري ؛ يلقي القبض على حبيبته و عشيقته.
وفي طريقهما إلى السجان و
السجن تسأله:
_ او لم تعد
تحبني !؟
_ يجيبها : و
هل فهمها يوما أحدا، لا أعرف لهذه العبارة معنى. وما معنى اني احبك اليوم ،؛ كبف
سيكون موقفي مع القيادة ؛وماذا لو ألقي بي انا في السجن سيتاكد لي اني قمت بدور
الساذج !
اما اذا القيتك انت
بالسجن سوف ابكي قليلا و امضي أياما قلقة لكنها سوف تمر....
هذا الموقف من جندي نازي
يطبق مرحبا وأمر قيادته ، و نجاح في القبض على عشقتها كان حتى على حساب نفسه ،و
التخلي على أنانية اذا كانت مصلحة الوطن فوق اي اعتبار فوق النفس و الاهل والأسرة
و العشيرة. و الزج حتى بأعلى الناس قراية إلى المحكمة و العقاب ان هم اخطاوا في حق
الوطن.
_ فمن ضيع
خاتم ذهب في سوق الذهب يلقاه
ومن ضيع حبيب في سنة و
ينساك
لكن اللي م ضيع وطن
وين الوطن يلقاه !؟.
استطاع هذا الجندي
التاريخ ان يفصل بين مشاعره و بين ذاته.
كما استطاع في لحظة معينة
ان يتخلص من عقدة (نسر بروميثوس). الذي كان يغذيه من كبده. أي استطاع ان يتخلص من
ضميره الذي كان يغذيه بالنوم و يقدم قلبه و كبده و سائر عواطف لولاد و سكان السجن.
بل ربما هو قدامها لكرسي
الإعدام.في الحقيقة قدم حبه سائر ودائعه الإعدام.
لقد فضل هذا الجندي (
النجاح ) على (الحب).
فإذا كان الحب وطن الحلول
عند السيرياليين.فالجندي الوجودي وجد خلاص في النجاح ، النجاح المادي. النجاح في
الترقية ؛ و نجاح في رضى تطبيق أوامر قيادته.
اما حبيبته و عشقتها و
قلبه فليذهب الجميع إلى الجحيم.
" سبب
تفوقي على الآخرين لاني دون قلب "
اقتضى العسكري البوليس
السري إلى أن النجاح يجر النجاح.
بطبيعة الحال النجاح
المادي و ليس العاطفي .