ربحي الجوابره
كم مِن امرأةٍ كانتْ تقفُ على ناصيةِ الطريقِ ، تنتظرُ عودة ابنهَا
كم مِن امرأةٍ كانتْ تقفُ على ناصيةِ الطريقِ ،
تنتظرُ عودة ابنهَا إلى عُشّ قلبها ، تنتظرهُ
" عريساً " ، خريجاُ جامعياُ ،
عائداً من الغربة .... اختلفَ
المشهد والفرح واحد .
في الصورة يختلفُ الأنتظار ولا تتشابهُ الدمعاتِ بحزنٍ أحد . امرأةٌ مسنّةٌ غزلتْ أكثر مِن سبعين عامٍ مِن عُمرها وهي تجدّلُ خيوطَ
الشمسِ أمامِ فلذة كبدها ، صعدتْ درجاتِ الألم رغم تآكل الزمن وعلو
تجاعيدُ الذاكرة ، جلستْ على عتباتِ بيتها تنشرُ الدمعاتِ على حبلِ اللقاءِ
الأخير ، تجفّف الحزنَ بمنديلِ الوداع
بعدَ تعبْ .
ظلّت جالسةً وقد تآكل قلبها من صدأ الانتظار حتى اطلّ ابنها محمولاً على
الأكتاف ، ارسلته حرّا الى الحياة ليعيش
بسلامْ ، فعاد لها جنازة ملفعةً بثيابِ الكفن .
- أم
الشـهيد ( فواز حمايل ) تنتظر جنازة ابنها .. صور من صور القهر الفلسطيني