التجسس في الأدب
العقيد بن دحو
الأدب عموما مرتبطا بالأفراد كما هو بالجماعات حسب
سوسيولوجية الأدب ، ابتداء من روبيرت اسكاربيب إلى دور كايم إلى بن خلدون.
الأدب عموما و الفن تطرح اشكالية و تاويلات عامة
اقتصادية ثقافية سياسية اجتماعية ، و لا سيما الكتابة منها فهي بالغالب الاعم
فاضحة كما هي تخفي لبوسا ولوغوسا ما ، لذا تعتبرها أجهزة الاستخبارات العالمية
الخزان الأعظم للمعلومات و الوسيلة الحربية الناجحة دوم ذخيرة حية و لا ميتة.
كان أول من استخدم الجريدة لغرض استخبارتي نابليون
بونابرت سنة 1792 واعتبر جريدة واحدة بمئة حرب.
وبما ان الكتابة و الفن عموما ميدان حربي اكثر منه
بالسلم، فكان الاولى به اجهزة المخابرات العاملية.
فاجهزة الاستخبارات قراءتها لما هو مكتوب ليست
قراءة الشخص العادي. الشخص العادي عادة ما يسعى إلى التعزية او ان يعلم و ان يمتع او ان يهز و حتى التسلية او
إلى إثارة الغرائز الجنسية و البافلوفية.
كما ان الكتابة تسعى إلى أن تكون من اجل أحد
اما القراءة الاستخبارات لنفس الكتابة اولا لا
تسعى ان تكون من اجل أحد، وأي أحد.بل تسعى إلى المهارة و ذي الاختصاص الممارس
المعاني في حل شفرة كل كلمة ، بل كل نقطة و فاصلة ز سطر و ما فوق السطر و ما تحت
السطر و ما بين الكلمات !
فالكتابة عن الثقافة على سبيل المثال يقرأها الرجل
المستهلك للمادة الإعلامية كخبر لا أقل و لا أكثر.بل يقرأها رجل الاستخبارات ان في
الأمر مشكلا ثقافيا...وهكذا دواليك عن الكتابة الاخرى بالإمكان يقرأها
رجلةالاستخبارات كشكل اقتصادي اجتماعي سياسي !
العديد من الاداب و الفنون تناولت هذا الجانب
الغامض الساحر ، ومهما حاول الأدب التقرب و الكشف عن تلافيف دهاليز هذا الجانب
المذهل المدهش الهائل التجسس غابت عن أشياء ووجد نفسه في تفس النقطة الني انطلق
منها.
العديد من التمثيليات الدرامية التراجيدية و
العديد من الروايات تناولت فعل الجوسيةوكموضوع وموضع ووقتا لها لكنها بلمسة فنية تسامت
او تقترب من الواقع.
وهذا الكاتب( هاميل شاميت) في روايته ( صقر مالطا) يحاكي جندي ألماني
ينتمي آلة البوليس السري يلقي القبض على عشيقته زفي طريقهما إلى كرسي الإعدام
تحاول أن تستجديه بلا رأفة رأفة ولت رحمة
، كون الحب في هذه اللحظات لا شيئ و النجاح هو كل شيئ ، النجاح المادي اله العصر
الحديث - النجاح يجر النجاح - وليس الحب ( ايروس) !.
ايضا لنت في مسرحية الوطنية الخالدة للكاتب
الفرنسي فرانسوا كوبيه و التي اقتبسها
الكاتب لطفي المنفلوطي تحت عنوان في سبيل التاج.
أين تجسست الفتاة الأسيرة(ميتزا) على الجاسوس العثماني
(بانكو)!
والعديد العديد من صور التجسس او الاستخبارات.
الا انه وكما هو بالفن و بالواقع لا يزال ينتابني الرجل العادي الكثير
من الفضول لمعرفة اكثر حول هذه الأجهزة الأمنية الني غالبا ما تتبع طرقا صعبة فيها
الكثير من المغامرات شبيهة بسحر وسر و خيال الأولين بالاساطير الاغريقية و
الرومانية ، ومع هذا يموت و في نفسه ( حتى) ليعرف مايدور غي هندسة ديدالوس فوق و
تحت وما بينهما ،؛ يموت و هو لت يعرف من اين جاءوا و من أين ذهبوا فقط انهم جاءوا
وسجلنا ذهبوا....
إلى غاية نهاية القرن العشرين كانوا الناس ينظرون
إلى من ينتمي إلى هذا الجهاز بعين الإعجاب و الدهشة و الذهول ، كما يعتبرونه من
أذكى الخلائق علة الاطلال هلى وجه هذه البسيطة. الوظيفة الوحيدة إلى حد اللحظة لا
تطلب و لا تجرى لها رائع او امتحانات شهية و كتابية معهودة و انما تسند إلى الشخص
ذو مواصفات عامة ز خاصة و قدرات خاصة ابداعية في شتى الميادين ، يعمل اكثر مما
يتكلم ،، تماما كالرواية الحديثة من كتاب
( جورجيات فرجيل) ؛ حكاية أسطورة لها قوة الرمز ، أسطورة(بروتيه) ، راعي قطعان
البحر غير البشرية، إنه عراف ثرثار كثير الهرب ، وهذا الشيخ مارس الاشكالةالممسوخة
يعرف بحكمته أسرار المصائر ، لدى البشر و الآلهة، إلا انه لا يبوح بها إلا مرغما
،فهو سريع الافلات كالماء الذي يشكل عنصري، وخداع كالطفلة؛ والسؤال هذا الإله و
الاستماع إلى كلامه لابد من الالتجاء الى حيلة ،والوقوع فوقه على نحو مفاجئ ،
وتقييده ...ولكنه لت يتكلم مع هذا ، وحتى هو يكون مقيدا بالاغلال و الاصفاد يتحول
بغضب إلى حريق و حيوان و ثنين و ينبوع قبل أن يدعن إلى حاجة الكائن الإنساني الذي
يلقي عليه السؤال و مع هذا لت يبوح و لت يجيب عن أي شيء.
هذه صورة المخبر الذي اخبرتنا به رمزية و صورة
الرواية الحديثة ، المخبر الذي يتحول إلى أي شيء و إلى كل شيئ في سبيل أهداف
نبيلة.
ومع هذا يظل المخبر و أجهزة الاستخبارات العالمية
الفارس محط إعجاب العديد من الناس المرتبط وعليهم باللاوعي الجمعي.