فريد مرازقة الجزائري
لَا تسأَلِ النَّاسَ
لَا تسأَلِ النَّاسَ عَنِّي كَيْ ترَى عِلَلِي
سَلْنِي، أُجِبْكَ فَإنِّي الرَّدُّ وَالنَّاسُ
لَستُ الّذِي عَيْبهُ يُخْفِيهِ فِي كَلِمٍ
وَ لَا الَّذِي قَوْلُهُ فِي شِعْرِهِ ماسُ
أَنَا أَنَا لستُ إلَّا بينكُمْ بَشَرًا
وَرأسُ مَالِي قَصِيدٌ فيهِ إحْسَاسُ
أحْيَا بِحُسْنِي وَقُبْحِي دُونَ تفرِقَةٍ
وَ ليسَ يُفزِعُنِي فِي عيشَتِي بَاسُ
هَوِّنْ عَلَيكَ أيَا مَنْ عِشتَ تحرُسُنَا
لَا تُتْعِبِ النَّفْسَ كُلُّ الخَلقِ حُرَّاسُ
حتّى الَّذِي عَيْبُهُ غطَّى محاسِنَهُ
مَا عادَ يتْرُكُنَا واللَّحظُ عَسَّاسُ
نَمشِي فيتبَعُنَا، نحيَا فَيَقتُلُنَا
نبكِي فيَغبطُنَا وَالثغرُ دَسَّاسُ
لا تُتعِبَنَّ إذَنْ فِي طعنِنَا نظَرًا
إذ ليسَ تنقُصُنَا فِي العَيشِ أموَاسُ
فلْتغْمِدِ العَيْنَ يَا مَنْ عِشْتَ تحْسدُنَا
علَامَ تَحْسدُنَا وَالرُّوحُ أَكْبَاسُ؟
عَلَى كلَامٍ نعِيشُ العُمرَ ننظِمُهُ
أوْ بَعضِ شِعرٍ علَيْهِ الخَلْقُ قَدْ دَاسُوا؟
علَى لِقَاءٍ نَرَى فيهِ أحِبَّتَنَا
أوْ أحْرُفٍ هَدَّمَتْ أوزَانَهَا الفَاسُ؟
علَامَ تحسدنَا؟ باالله قُلْ علَنًا
ألَا ترَى جمعَنَا يُبكِيهِ إفلاسُ؟!
لَوْ كُنتَ مِنَّا لَمَا عِشْتَ الحَيَاةَ لَنَا
وَ لَا سَمِعتَ كلَامًا قَالَهُ النَّاسُ
الفَرقُ بينَا و بينَ الناظِرينَ سُدًى
أنَا نَسيرُ وَ هُمْ فِي الهَمِّ جُلَّاسُ
فريد مرازقة الجزائري