جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

ماسح الأحذية في الجزائر و ماسح بلاط في سويسرا

 

ماسح الأحذية في الجزائر و ماسح بلاط في سويسرا

العقيد بن دحو

ما بين أمير الشعراء احمد شوقي " شوقي بك " والمرحوم العلامة " موسوعة الجزائر" مولود قاسم نايث بلقاسم ،  أكثر من تشابه مع الفارق.

العدد القليل اليوم من المتتبعين و حتى من المثقفين  التنويريين في ظل عصر الجزائر الجديدة ثقافيا اقتصاديا سياسيا اجتماعيا؛  جدة العصر ؛ يعلم بأن الشاعر احمد شوقي زار الجزائر - اختيارا او اجبارا - سنة 1904 و اقام فيها حوالي 40 يوما في ظل حكم المستعمر المستدمر الفرنسي.

لطالما اعجب الشاعر بالجزائر انسانا وارضا و بحرا و هوى و هواء...ولكن لم يبرحها مودعا حتى قال قولته الشهيرة ظلت تؤرخ لخلفيته و مرجعيته الثقافية السياسية الفرنسية اولا ، و من جهة اخرى ارخت لنا المقولة كيما نتخذ العبرة و نعيد باثر رجعي راينا في مخرجات مشروعنا الثقافي القومي الوطني ان بقي تمة مدخلات و متخلل ما يذكر به مشروع افق !.

لقد قال الشاعر احمد شوقي مقولته الشهيرة و هو يغادرها ، فيها الكثير من التهكم و السخرية و الكبرياء و التعالي و الازدراء ، شاكرا السلطات الفرنسية

 : " وجعي على ماسحي الأحذية " !

وهي اشارة إلى كل الشعب حينذاك صار ماسح احذية بالمعنى السوري للكلمة . اللغوي و الاصطناعي و الشعري ايضا ، و ان الشعراء دائما يقولون مالا يفعلون وفي كل واد يهيمون.

صحيح للكلمة كان له  وقع صداه اللغوي و الفقهي اللغوي يوم ذاك ، لكن للكلمة اشتقاقات اخرى ، حين يصير (ماسح) كل متسلق، مشاء بنميم ، يفسد على الكفاءات و القدرات الخلاقة المبدعة من العمل الجيد الكفء الهادف . و التقرب من مصدر السلطة و القرار .

صحيح للكلمة دلالاتها يومها ، كان هذا الشبل يمسح الحذاء ، لكنه بالمقابل يؤدي رسائلا اخرى جهادية و طنية.

صحيح لقد رد على الشاعر احمد شوقي كل من الشيخ عبد الحميد بن باريس، كما رد عليه الشيخ البشير الابراهيمي بقوله : " لو كان يدري الشاعر احمد شوقي اننا نحتفل به من كل سنة ما قال هذا الكلام ".

كان الرد في وقته كافيا شافيا في حينها، لكن بالمقابل من حق الأجيال ان تحافظ بالرد الذي يليق بها ، و لا أعتقد يوجد رد احسن من رد ان نكون مثقفين طلائعيين ، و ليس بافلوفيين يجري بعضنا وراء المكاسب و المغانم و المناصب ، و ينسوا الدفاع عن الوطن.

الثقافة الحقة هي الدفاع عن الوطن بالماضي و الحاضر و المستقبل.

ان الرد هو حق تاريخي للامم و الشعوب من حقها ان تكرس نفسها للرد كيفما شاءت و في أي زمان و في أي عصر.

صحيح شوقي مات و شبع موتا و لكن كلمته  لا يزال وقع رجع صداها قويا على مسامع المخلصين الأوفياء لمبادئ نوفمبر .

يبدو العالم اجمع قصته مع الحذاء اكثر من اي شيئ آخر فاليونان القديمة حداؤها الشهير " باخوس" الذي  كانت ترتديه الممثلين و النبلاء كيما يظهرون أكثر ضخامة و طولا و عظمة.

كنا كان يورد مثلا يقول : " الحذاء الصيني الذي لا ينمو فيه القدم " !.

بينما المرحوم العلامة  مولود قاسم نايث بلقاسم قال يوما للرئيس الراحل هواري بومدين - و من كان يجرؤ يقول مثل هذا الا مولود قاسم - : "  سيدي الرئيس ماسح بلاط في سويسرا و لا وزير بالجزائر " !.

و مادام ( الماسح) واحد سواء في الجزائر او في أي بلد كان ، هذا يعني لا بد من العودة إلى التقييم و التقويم الى كل الفعاليات التي تحدث باسم الفن و الأدب و الثقافة فمعظمها غوغائية ، و على وزن ماسح احذية او ما سح بلاط ،  لا تخدم أي هدف نبيل وطني ، بل احيانا كثيرة يكون التمويل و الرعاية من لدن الدولة و يتم استغلالها انفراديا عشوائيا تخدم اجندات معينة ( عرقية - لغوية - جهوية - ) على المديين القريب و البعيد .

ماسح الاحذية وماسح بلاط عندما أشباه المثقفين و البافلوفيين الشرطيين ( المنعكس الشرطي) يستغلون غياب الدولة عن المنابر و يعبثون فيها فسادا.

كل واحد منا يفهم المقولتين احمد شوقي ، و مولود قاسم حسب منطق الأشياء، و ان التاريخ لا يرحم ؛ سوف تعاد الكلمتين ان لم نحسن الاختيار هذه المرة ، و نجعل الرجل المناسب في المكان المناسب و لا سيما على صعيد المكون الثقافي الوطني. ان ندافع عن الثقافة بثقافة صح ، بفن صح ، بفكر صح ؛ بفارس صح و ليس على حسب التعبير العامي " خلطها تصفى "  !.

ولأن الأوضاع قي بعض جهات الوطن لا تزال ( كارطبوستالية ) أخشى أن تعاد فينا المقولتين بأكثر مرارة و اكثر بؤسا و سوءا ونحن سكوت و الرداءة و الاستنسار فينا يتكلم !.

حينها لا نصير ما سحي احذية فحسب بل ، و ماسحي قفازات ، و ماسحي قبعات ،  و ماسحي عباءات و شيشان و جلابيب ، و ماسحي برانس و حتى ماسحي جوارب .....!.

الثقافة ما يحب ان تعلمه بعد ان نخسر كل شيئ . فلتنظروا كم خسرنا من قيم منذ الاستقلال إلى اليوم ، حين يركب الواحد منا راسه و يصير دولة داخل دولة ، ووحده يضيئ البلد بالليلة الظلماء يفتقد البدر !.

في الاخير إليكم هذه الطرفة الاغريقية :

- برانكومير : أليست الدولة لمن يحكم !؟

- هيمون : على من تحكم إذا كان البلد فارغا !.

وعلى من تحكم إذا كان النادي فارغا ، القاعة فارغة ، الجمعية فارغة ، المجالس فارغة ، البرلمان فارغا !.

عندما يغيب المثقف الحقيقي تبزغ شمس الحقيقة و تتعرى الاكذوبة ليلا نهارا على الناس كسقط متاع !.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *