نحو تصويب المسار: الرواية العربية نموذجا
_الناقدة سامية البحري _تونس
"نحو
تصويب المسار": الرواية العربية نموذجا
_الناقدة سامية البحري _تونس
¶| مؤتمر"ملتقى
النقد الأدبي العالمي"¶|
_اليوم الأول(٢١ يناير ٢٠٢٣م)
-------------------------------
"نحو
تصويب المسار": الرواية العربية نموذجا
_الناقدة سامية البحري _تونس
-------------------------------
إن ما تعانيه المجتمعات العربية من أزمات
وملابسات ..
وما يعانيه
الفرد العربي من تشظ وهشاشة أمام سيطرة الأنظمة الجديدة والتوغل في أغواره واكتساح
كل عوالمه
والقضاء على
كل ما يربطه بمنظومة قيمية تعيده إلى إنسانيته
والتحكم في
نظام العلاقات ونوعيتها..
والقدرة على
الزج بالافراد والمجموعات وحتى الدول في عزلة مفروضة لا يمكن مقاومتها أو الاعتراض عليها
بإنتاج
الأشكال الجديدة للحروب وتغيير مفهوم الاستعمار
عن طريق
الحروب الوبائية وهي أخطر أنواع الحروب التي تضمن للقوى العظمى السيطرة كما تضمن
إزاحة المنافس وتحويل الدول النامية والهشة إلى بؤر لانتشار الأوبئة لتحويلها فيما
بعد إلى سوق واسعة لترويج الأدوية
وتجريبها
وهي أشكال
تبدو في ظاهرها تحمل بعض الإنسانية ومغلفة بالقيم إلا أنها وسيلة لتدوير السوق
والسيطرة عليه
وفي إطار كل
ذلك يتضرر الجميع بدرجات
فكل صفقة
تاريخية يدفع الجميع الضريبة بتفاوت
وأمام كل هذا
الإعصار وهذه البراكين نأمل أن تستفيق الرواية العربية وتحقق السبق التاريخي
للاستفادة من كل هذه التحولات
وان تخرج من
جلباب السطحية والواقعية الهشة وأحيانا السذاجة المصطنعة والشطحات الافلاطونية
وضرورة
التخلص من الأنا المتورمة
ومواجهة
الهشاشة في عمق القوالب
التي تتظاهر
بالتطور والانفتاح
في حين أنها
تعاني من التشظي بكل أشكاله
التشظي
الديني والثقافي والأخلاقي والقيمي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي..
وحتى
المفهومي. . باعتبار تكريس ذاك الصراع المقيت بين الجنسين في مختلف الكتابات
الروائية
ندعو إلى مراجعة
شاملة ودقيقة للرواية العربية وكسر مفهوم البطولة في الذاكرة العربية. .
وهذا يتطلب
الكثير من المعرفة والتعرف والحفر في الواقع العربي في العمق..
فالرواية جسد
معرفي ضخم يتطلب الحذر ثم الحذر
وهي أكبر
رقيب على المجتمع الذي تخرج منه
المقصود
بالرقيب هو الواشي ..الكاشف لأسرار ذلك المجتمع والناقل لتركيبته النفسية
والعقائيدية والفكرية. .
والتعاطي مع
كل هذه المواضيع يتطلب الحذر من الوقوع في التقريرية والمباشرة وهي أخطاء جسيمة
مازال الروائي العربي يشكو منها ..
علينا أن
نكتب معاناتنا بكل جرأة
ونواجه
أنفسنا من الداخل والخارج
ومع الآخرين
ومع كل الأنظمة
وأن نعمل على
تصحيح العيوب ما ظهر منها وما بطن ..
ولن ينجح
الروائي في كل ذلك إلا إذا تحول إلى خالق ..يخلق باللغة عالمه ويصنع شخوصه من
صلصال الفكر ..ويخرج المشوه مشوها والمسخ مسخا والجميل جميلا بعيدا عن الترميم
والزيف والكذب والنفاق والمجاملة. .
وأن يعمل على
تصحيح المسارات ..
فالتصحيح
علاج ..وهذا العلاج قد يراه البعض جريمة ..
وهذا لا مفر
منه لان الروائي الحق هو متهم لا يحتاج إلى إثبات براءة ولا إلى صكوك غفران . ..
__________________
الرواية العربية الحديثة الواقع والآفاق
الناقدة
والأستاذة الباحثة سامية البحري
تحياتي
وتقديري