" الأنباط "
و ..مُصطلَح"ساراسين" فى اللُّغات الأوربيّة)
----------------------------------------------------
[ من كتابى : " الأنباط " ] _
أبريل2017م
------------------------------------------------
¶|
مؤتمر" ملتقي النقد الأدبي العالمي"¶|
_ اليوم الرابع (٢٤ يناير ٢٠٢٣م)
----------------------------------
" الأنباط "
و ..مُصطلَح"ساراسين" فى اللُّغات
الأوربيّة)
----------------------------------------------------
[ من كتابى : " الأنباط " ] _
أبريل2017م
------------------------------------------------
* وراء هذا المصطلح مغزىً سيتّضح جليّاً فى
نهاية المقال.
* يشير مصطلح
"ساراسين Sarazenen" فى الألمانية، و "Saracen"
فى الإنجليزية ،إلى القبائل التى استوطنت شمال غرب الجزيرة العربية، وحديثاً إلى
كل شخص عربى مسلم. وهذا المصطلح
جاء متطوّراً
عن الكلمة اليونانية"Saradinoi" التى
أطلقها
العالم الشهير بطليموس _المتوفّى عام 150بعد الميلاد_على قبائل
"الأنباط"تحديداً ،ثم استخدم الرومان المُصطلح للإشارة إلى سكان الصحراء
فى إقليم" البتراء" الخاضع للدولة الرومانية آنذاك.
* وظهرت كلمة
"Saracene" فى اللاتينية. وجميعها ترمز إلى
القبائل الرُّحّل فى شبه جزيرة سيناء منذ عام 200إلى400 بعد الميلاد،فى إشارة
إلى توسُّع
دلالى لهذا المصطلح من قبائل الأنباط ،
تعييناً إلى
قبائل أخرى تعيش فى الصحراء، ويجمع
بينها الارتحال وتشابُه حال المعيشة
فى البيداء
بدلاً من
المدن والقرى .
★ايتيمولوچيا المُصطلَح
"اشتقاقه" :
يذكر الباحث الألمانى (ساوتير) فى
كتابه:"صورة
الإسلام فى
القرون الوسطى". حول معنى مصطلح
"ساراسين
Sarazenen"
:" أنّ أصلَ المصطلح كلمة
من اللغة
العربية يُشار بها
إلى الشرق، أى "شرقى
Schariyn
* ويرى بعضُ
علماء اللغة اليونانية بأنَّ كلمةَ "Sarakenoi"
فى اليونانية تعنى" ساكنى الخيام "
فى إشارة
واضحة جداً إلى العرب.
* ويذهب
المستشرق الألمانى
(غونترلونغ) فى
كتابِه
:" نموذج جديد لنشأة الإسلام وتبعاته للوصول
إلى نموذج
جديد لقصّة بنى إسرائيل" ،يذهب بعيداً
فى استنتاجه
الذى يُسفر عن طابع دينى فى المقام
الأوّل ،
فيجد أنّ مُصطلَح "Sarakenoi"معناه
:
"
محاربو سارة"، و( سارة )المقصودة ، زوج النبى إبراهيم (عليه السلام)، والدليل
الذى استند
إليه فى هذا
، هو أنّ
اللّاحقة "ken"
من الكلمة اليونانية " oiken
Sara" مُشتقّة من الفعل فى اللغة اليونانية
" konein " وهو بمعنى : "يحارب" ،
وبالتالى،
يعتبِر كلمة "Sarakenoi" مرادفاً
لكلمة
"Hagarenoi"
بالألمانية الحديثة " Hagarener
"، وهى بمعنى
"
الهاجريين " ، نسبةً إلى السّيِّدة
هاجر زوج النبى
إبراهيم
(عليه السلام) الثانية، والتى تشير حسب التوراة إلى قبائل العرب، الذين يُنظَر
إليهم على أنهم
"
محاربو سارة" .
★ سيميائية المُصطلَح
:
أخذ مصطلَح "Sarakenoi"
يتوسّع تدريجياً منذ
ظهوره
واستخدامه فى عصور ماقبل الإسلام،
فاستُخدِم أوّلاً للإشارة لقبائل الأنباط،ثم إقليم البتراء بكاملِه،ثم
قبائل سيناء.
* بعد ذلك
استخدمه كلٌّ من القدّيس(جيروم ايرونيموس)420م، والأسقُف (سابيوس القيصرى)
339م، فى
الإشارة إلى القبائل العربية فى شمال الجزيرة العربية، ثم تطوّر هذا المصطلح
كثيراً بعد
الإسلام
والفتوحات الإسلامية، وخاصّةً عندما وصل
المسلمون واقتحموا
منطقة البحر المتوسط
عام
820ه/700م
، إذ استُعمل فى المصادر اللاتينية أو
الأدب
المسيحى الأوربى، على أنّه مُصطلَح يُقصَد به
"إسم جماعى
أو وصف جماعى لكل الشعوب التى
تدينُ
بالإسلام عرباً وغير عرَب".
* وبهذا
المعنى الموَسَّع ومنذ
الحروب الصليبية تسرّب هذا
المصطلَح وانضمّ من اليونانية واللاتينية
إلى اللغات
الأوربية.
*
وجديرٌ بالذكر أنَّ
الكتابات والمصادر فى الأدب
المسيحى
دأبَت على استخدام هذا المصطلَح باستمرار فى وصف المسلمين، لِلحَطِّ والتحقير من
قيمة الشعوب المسلمة فى أصولهم ، وذلك لأنهم وجدوا كُتَّابَ الكنيسةِ قبل الإسلام
قد وصفوا قبائل العرب الشمالية بهذا المصطلح، لأنَّ العرب الشماليين
يرجعون فى
نسبهم إلى النبى اسماعيل( عليه السلام
ابن السيدة
هاجر.
*
وهنا...وجد كُتّاب الكنيسة
بعد ظهور الإسلام
والفتوحات
الإسلامية_فى هذا المصطلح_ ضالّتهم
فى الحرب على
الإسلام، وأنه دينٌ باطل، وأن "الهاجريين" أبناء اسماعيل الذى هو ابن
(هاجر)، والتى هى فى الأصل جارية، وذلك للحطّ من شأن المسلمين، وبالتالى ف(هاجر)
الجارية ليست فى منزلة(سارة) السيدة الحُرّة.
* فأصبح هذا
المصطلَح يخفى خلفه معنيان: الأوّل
شعوب الجارية
الأقل مقاماً من السيدة الحُرة. والثانى : فقد وجدوا فقرةً من تفسير الرسول
(بولس)للعهد القديم فى رسالته إلى أهل غلاطية
تؤكّد المعنى
الأول، بقوله:" انبُذ أو اطرد الجارية
وابنها، لأنه
لايرث ابنُ الجارية مع ابن الحُرّة "....
فوصف أبناءَ
(اسماعيل) بالعبيد المنبوذين أو المطرودين ، ولأجل هذين السببين، طار كُتّاب
الكنائس فى العصور الوسطى بهذا المصطلح
"Sarakenoi"
واستخدموه
وصفاً للمسلمين منذ ظهور الإسلام،
ولكن من باب
الازدراء، وأصبح هذا المصطلح منذ الحروب الصليبية خاصّةً ، أكثر انتشاراً فى
الآداب
واللغات
الأوربية، وسلاحاً من أسلحة الحرب ، للدلالة على رفض الإسلام ومقاومتهAnt_Islamischen.
* وفى الوقت
الحاضر ، أصبح هذا المصطلَح محصوراً فى الإطار الأكاديمى البحت ، ولايُستخدَم فى
وصف المسلمين إلاّ نادراً، لعدم الحاجة إليه كما
كان فى
العصور الوسطى.
_______________________
حامد حبيب _
مصر