قراءةٌ فى قصائد:(مُظفّر جبّار الواسطى_العراق) بقلم : حامد حبيب
_ قراءةٌ فى قصائد:
(مُظفّر جبّار الواسطى_العراق)_
_ بقلم :
حامد حبيب_مصر
-----------------------------------
¶| ملتقى
النقد الأدبي العالمي"¶|
_ اليوم الرابع (٢٤يناير٢٠٢٣م)
--------------------------------
_ قراءةٌ فى
قصائد:
(مُظفّر جبّار الواسطى_العراق)_
_ بقلم :
حامد حبيب_مصر
-----------------------------------
ذاتٌ مشحونةٌ بالأمانى، لكنّها تصطدمُ بوجهِ
الحياةِ الكاشِر ،فتتحوّل الأمانى إلى آلام:
فلا شئَ يُوحى بحياة
شموعٌ مُنطفئةٌ
و صقيعُ سرير
قلمٌ هجرتهُ مِحبرتُه
وقدَحٌ فارغ
وأنا الذى...لستُ أنا
كنتُ روحاً تتنفّسُ الصُّبحَ
وتطيرُ مع زرّةِ فراشات
حالمةٍ بربيعٍ آتٍ
من خلفِ ابتساماتِ الشفاه
صرتُ وكأنّنى كعبةّ بلاحجيج
تطوف ُ هواجسٌ حولى
تُلبّى..لبّيك ياحُبُّ لبَّيك
فليس لتلك
الذاتِ إلاّ الجوء لعالَم الأحلامِ الرحيب ، تُحلّقُ فيه كيف تشاء ... فمع الفقد
يصنعُ الشاعرُ عالماً من الخيال ،
ليُخفّفَ وطأة المعاناة ، ولولا هذا
العالَم
ماصنعَ إبداعاً ولا وجد تعويضاً عن هذا
الفقد.
ويأتي الشاعر
بحقيقةِ آلامِه من خلال صورٍ تُعادلُ
زحمةَ
معاناتِه ، وهو ماكان"خليل مطران"قد نبّه إليه
وهو أن يكونَ
شعرُنا مماثلاً لتصوّرِنا وشعورِنا.
وهو ماأكّده
الشاعرُ فى قصيدته"وميضٌ فى سماء":
فأنا كموقدِ عجوزٍ
أطفأتهُ شفاهُ الريح
يحتضنُ رُمادَه
ولايبوحُ بِسِرِّ النار
تمور
الآلامُ فى وجدانِه موراً ،
ولايُفصحُ بها لأحدٍ ، إنما إيحاءُ الصورةِ يكشف
الغطاء عن الكمّ ، لا عن
تفاصيل
المُعاناة ، وذلك دأبُ الشعراءِ دوماً .
وتأتي
الصورةُ لديهِ حافلةً بالاستعاراتِ
والتشبيهات
والكناياتِ
التى تُجسِّد مرارة مايُعانيه ، فى بساطةٍ
لُغويةٍ
لايعتريها غموض .
وكما يقول
فى"هروبٍ فاشل" :
أغفو مِن تعبٍ وحُزنٍ
تمتدُّ يداكِ بِمكرٍ
لِتُداعِبَ وجهىَ بِرِقّةٍ
كَجناحِ حمامةٍ
ومع أوَّلِ لمسةٍ
أُقبّلُها دونَ شعور
فتُزهرُ أصابعُك نرجساً
ويفوحُ العِطرُ من شفاهى
ومنها أيضاً:
كُلّما هربتُ منكِ لأنساكِ
يخونُنى قلَمى
يكتبك قصيدة
وعنوان القصيدة ، دلّ
على اللجوء إلى
الخيال، بالهروب إليه من الفقد الحادث على أرض الحقيقة.
وماتأكيدُ
ذلك إلاّقوله أيضاً :
أُغنّى لِلَيلَى
وأطلالُ ليلى سراب
___________
بينما تعتلى
الأُخوَّةُ العربية مِنصّةَ اهتمامِه ، وهذا ما يدعو للتفاؤل . فما أبدع أن نلتقى
على حُب الوطن
وتمتلئ قلوبنا
بالأمانى نحوه . أن نُصبحَ
عُشّاقاً لبلادنا ..فذلك يدفعنا لحمايته ،للخوف عليه،لرعايتِه.
فكما سبق
وأن قالت الشاعرة
الدمشقية (أميرة نويلاتى) فى رسالةٍ لعزيزٍ لديها:
لك فى العراقِ أقاربٌ مدّوا اليدا
أرضَ النخيلِ أتاكِ
بعضىَ زائرا
ضُميّيهِ فى مُقَلٍ تُساقيهِ النّدى
يُنشئُ
الشاعرُ العراقىّ العربىّ قصيدةّ فى حُب دمشق ، بعنوان"أُحبُّكِ دمشق" :
ليتنى أكونُ قُرطاً فى أذُنَيكِ
كى أهمسَ لكِ فى كُلِّ حينٍ
أنّنى أُحبُّكِ يادمشق
فالدعوةُ إلى
الوحدة العربية، مطلبُ الشعوب العربية
بلاجِدال ،
وينادى به الشعراءُ فى كُل حين ،
وتهفو قلوبهم إلى تلك الوحدة ،
يتغنّون بها فى قصائدهم
ويعلمون أنه ما
يضع تلك الحيلولة إلا السياسيون
..إنها السياسةُ
شتّتت أواصرها ، لكن الشعراءَ يحاولون التشبُّث بعروبتهم ووحدتهم
، ينادون
بها
ولأجلِها :
هل يعلمُ الزيتون
أنّنى أموتُ فيه
وأُلقى التحيّةَ عليه
مِن ها هُنا
مِن بغدادَ كُلّ صباح
هل يعلمُ تُرابُك يادِمشقُ
أنّنى أتوقُ كى أزرعَ فيه
بتَلةَ ياسَمينٍ أو صفصافة
فى جوارِ فُراتِه
......
دِمَشق ياجميلتى
ياأُختَ بغدادَ
ويا توأمَ الرّوحِ
أىّ وَهَنٍ أصابكِ ؟
انهضى...
فدَيتُكِ روحى
فما زال مطرُكِ ياقوتاً
و تُرابُكِ تِبراً
ومازالت عيناكِ بوّابتَين
لِلحضارةِ والتاريخ
جعل من دمشق
حالةَ عشقٍ بكل
ماتعنيه الكلمة ، فأتى لها
بمفرداتٍ وصورٍ تعكس مصداقية تلك الحالة
( دمشقُ
ياجميلتى _ ياتوأم الروح _ فديتُك روحى )
صدقٌ شعورى
يلازم القصيدة ويكشف عن
مدى
حُبّه وتضامنه
الوجدانى مع الجارة العربية ، وهو شعورٌ نحتفى به ، وندعو أن يسود
بلاد العرب ، فإنه
شعورٌ يُخفّف
عنا حالات التشاؤم
التى نشعر بها ،
ويُفعّل شعور
الأمل فى غدٍ أفضل.
...................
*تحياتنا
للشاعر العراقى (مُظفّر جبار الواسطى) .