الشاعر فريد مرازقة الجزائري
محمد ﷺ
💥
محمد ﷺ
💥
أسِيرُ علَى
جمرِ اشتِياقِي المُوَقَّدِ
وَأقصِدُ فِي
مشْيِي بلَا أيِّ مَقْصَدِ
ألَامِسُ
جُدْرَانًا تقَادَمَ عَهْدُهَا
وَأسْألُهَا
عَنْ صَوْبِ دَرْبِي وَفرقَدِ
وَأصعَدُ
عكسَ الغيثِ منْ فرطِ لوعَتِي
لعلِّي أرى
خِلِّي بوصْلٍ مُؤكَّدِ
فيحمِلُنِي
الغَيْمُ الِّذِي فيهِ صِرْتُهُ
إلَى أرضِ
شَيخٍ كانَ يبكِي بِمَسْجِدِ
نطقتُ فَمَا
رَدَّ السَّلَامَ مِنَ البُكا
أشارَ إلَى
قَبْرِ الحَبِيبِ المُوَحِّدِ
نَظَرْتُ
إلَيْهِ ثُمَّ لَمْ أدرِ مَا جَرَى
كأنِّيَ
جِذْعٌ فِي بِنَاءٍ مُعَمَّدِ
أُحاوِلُ
شرْحَ الصَّمتِ بِالصَّمتِ عَابِثًا
فيُخرِسُنِي
المَعنَى بِصَوْتٍ مُرَدَّدِ
تساءَلتُ
عَنِّي فِيَّ هلْ لِي ببُرْهَةٍ
معِي فأجابَ
الشَّيخُ: رُؤيَاكَ فِي يدِي
نظَرْتُ إلى
كَفَّيْهِ رغمَ تَسَمُّرِي
فرُحتُ أرَى
ما الأمسُ يحكِيهِ للغَدِ
كَأنِّيَ فِي
فِلْمٍ أُشَاهِدُ عرْضَهُ
أمَامِي وَ
فيهِ عِشْتُ مليُونَ مَشْهَدِ
أرَى كُلَّ
تفصِيلٍ بِعَيْنِ مُعَايِشٍ
كأنَّ بِعامِ
الفِيلِ قدْ كانَ موْلِدِي
لِآمِنَةٍ
فضْلٌ علَى كُلِّ سَائِلٍ
وَطُوبَى
لِعَبْدِ اللَّهِ والِدُ أحمَدِ
حَلِيمَةُ
فِي العَامَيْنِ ما جَفَّ ضِلْعُهَا
فَسُبْحَانَهُ
رَبُّ الحَياةِ المُجَدِّدِ
أراهُ وَرُوحَا
اللَّهِ قَامَا بِشَقِّهِ
فأَصْبَحَ
معْصُومًا بحُكْمٍ مؤَبَّدِ
أرَى أحَدَ
الرُّهْبَانِ يُخْبِرُ عَمَّهُ
أبَا طالِبٍ
أنْ شَأنُهُ شَأنُ عَسْجَدِ
أرَاهُ معَ
الأغنَامِ يرعَى شُؤُونَهَا
بِصِدْقٍ بلا
آهٍ عَلَتْ أوْ تنهُّدِ
أمِينٌ،
صَدُوقُ القَوْلِ وَالجُودُ طَبْعُهُ
عَلَى
الخَيرِ مِقدَامٌ وَ دُونَ ترَدُّدِ
"قُرَيشٌ"
رأتْ فيهِ خِصالًا حميدَةً
فقدْ كانَ
للأموالِ نِعمَ المُسَدِّدِ
وَ مِنْ
بَيْنِ كُلِّ النَّاسِ أخلَاقُهُ بَدَتْ
فلَمْ يخُنِ
المِيعَادَ فِي أيِّ مَوْعِدِ
كَذَلِكَ
مِنْ دُونِ الأمينِ تِجَارَةً
خَدِيجَةُ
لَمْ - كلَّ المَغَاوِيرِ- تَقْصِدِ
بِبِعثَتِهِ
مَا كانَ فَظًا وَقَوْلُهُ
سَدِيدٌ
بِلَا عَيْبٍ كنَصْلِ المُهَنَّدِ
رَحِيمٌ
بِكُلِّ النَّاسِ رغمَ أذِيَّةٍ
شَدِيدٌ علَى
جَوْرِ الكَفُورِ المُهَدِّدِ
أراهُ علَى
ظَهرِ البُراقِ لِوَهلَةٍ
وَ فِي
الغَارِ معْ صَحبٍ كريمٍ وَمُسْنِدِ
بِسِيرَتِهِ
تسْمُو النُّفُوسُ وَترتَقِي
وَيعْلُو
الَّذِي فِي العُمْرِ بِالنُّورِ يقتَدِي
هَوَ
الشَّمْسُ وَالبَدْرُ الَّذَانِ توَقَّدَا
بِحُبِّ
رَسُولِ الحَقِّ خيرَ التَّوَقُّدِ
أفَقتُ
فَصَاحَ الشَّيْخُ (أشْهَدُ) باكيًا
...وَأكمَلَ
رَغْمَ الدَّمعِ كلَّ التَّشَهُدِ
فقلتُ :
صلاةُ اللَّهِ ثُمَّ سَلَامُهُ
عَلَى
المُصْطَفَى، طَهَ الأمِينِ المُمَجَّدِ
أَلَا إنَّهُ
المخْتارُ للنَّاسِ رَحْمَةٌ
فصَلُّوا
إذَا مَا جِئْتُ باسمِ (مُحَمَّدِ)ﷺ
💥 الشاعر
فريد مرازقة الجزائري 💥