جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
حامد حبيبملتقى النقد الأدبي العالمينقد

قراءة في قصة"قراريط النعناع"للأديب : كرم الصبّاغ بقلم : حامد حبيب

قراءة في قصة"قراريط النعناع"

_للأديب : كرم الصبّاغ _مصر

_بقلم : حامد حبيب _مصر

 


¶| مؤتمر"ملتقى النقد الأدبي العالمي"¶|

  _ اليوم الثامن (٢٨ يناير ٢٠٢٣م)

    ----------------------------------

               ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

يعتمد الاديب (كرم الصبّاغ) فى قصصه _عادةً_على الحوار الداخلى للشخصيّة ، والصراعُ فى الغالب لدى

أبطال قصصه،صراعٌ داخلى"نفسى"..ومنه ماجاء فى

قصته "شجرة":

     " فجأة أنتبهُ مذعوراً ..أحاولُ طردَ بقيّةَ نُعاسٍ                          عالقٍ من عينى ، لاأكادُ أرى كفِّى أجدنى غائصاً فى  لُجَّةِ مُعتمة..يحاصرنى الظلامُ من كل جانب.."

وفى نهايتها :

     " بمرور  الوقت  تدرَّب  قلبى جيّداً  على تلقّى طعنات العُزلة ، لم أعُد أصرُخ حنيناً إلى الخروج ،

بل  تعايشتُ  مع  العتمة .. كان  من الطبيعي بعد

تحوُّلى إلى شجرة إن تتسلَّق فروعى الحيطان...

وإن تخترق جذورى تربةَ الغرفةِ الرَّخوة،وأن تمتدّ

تحت القواعد الخرسانية ، كى ترتوى من  ذكرياتى

القديمة المطمورة هناك".

_وبرغم أننا بصدد قصة اخرى ،هى "قراريط النعناع"

إلا إننا  اردنا  كشف  التصميمات  المختلفة فى كتابة القصة لديه وتنوع التكنيك من قصة لأخرى، وطبيعة

القضايا لديه وطبيعةِ الصراع .

_تحدّثنا فى البدء على تركيزه على  الحوار  الداخلى

للشخصية،وهو حوارٌ يكشف عن طبيعة الصراع، كما

فى"شجرة" وقصته"حبلُ الراوى" وقصص اخرى.....

كذلك فى تلك القصة"قراريطُ النعناع":

  " العذراءُ التى جاوزت الأربعين دون ان تتزوّج...."

  "من المؤكّد إنها ستضطرّ الشجار مع بائع سبقها إلى

السوق  واستولى  على  المكان  الذى  ألِفَت  الجلوس فيه  ، حيثُ  تتهافت  عليها  النساءُ   لشراءِ  بضاعتِها الطازجة .. لاتأمَن  بتاتاّ  ذئابَ  الليل ،  وتخشى دائماً كلابَ النهار ...".."لقد  أهلكها الشقاء .. كان  عليها أن

تزرع قراريطها بنفسها ، وإن  تُبَكِّرَ  إلى سوقِ النَّجع ،

وعندما ثقُلَ عليها الحِمل ،  اضطرَّت إلى الانتقال إلى

الأسواقِ المجاورة....كان عليها إن تستُرَ أخَوَاتِها، وأن

تُجهِّزهُنَّ  للزواج  ، فقد  صارت  بديلة لهنّ بعد موت

إنّها ..كانت لاتزال فى الثامنة عشرة من عمرِها، وإمّا

حضر ابوها الوفاة كانت لم تتجاوز العشرين بعد "...

"كان  قلبُها  يهفو  إلى  أحدِ  فتيانِ  النجع..كانت كلما سارت  فى  موكب زفاف أختٍ  من  أخَواتِها ، تتذكّره بأسى.."

_ذلك هو ملخّص القصة ، وهذا هو الموضوع.

_هو  يطرحُ  موضوعاً   بسيطاً  للغاية ،  ملتزماً  فيه بقواعد القصة القصيرة ،بالبناء اعتماداً على شخصيةٍ

واحدة  او  اثنتين ،  ويؤسّس  قضيّتَه   على   رُكنَين اساسيَين ، احدهما ذهنى يخصُّ به الواقع  وقسوتَه ،

والآخَرُ عاطفى"وجدانى"يتضامن فيه مع شخصياتِه

التى أنهكها الواقع وهدم أحلامَها ، وذلك فى اسلوب

بسيط ، لكنه  عندما  ينتقلُ  فيه  إلى  ترجمةِ مشاعرِ ودواخلِ  شخصياتِه ، تتصاعدُ  لُغتُه  المُعبِّرة  ويرقى

أسلوبُه   للتعامل   مع  عالَم  النفس  ومايعتريها   من شجون  ببلاغةٍ  أدبية  ترصُد  كلَّ  جزيئاتِها فى عُمقٍ ووعى : "ولكنّ الوقتَ كان يُحدّقُ طويلاً فى تجاعيدِ

وجهِها  وتشقُّقاتِ  كعبَيها  ويدَيها الخشنَتَين ووردتِها التى  اعتراها  الذبول ، ثم  يصرخُ  فى وجهِها  بنبرةٍ حادّة ، قائلاً كلمتَه الأخيرة: انتهينا  ،  سوف تنكفئين

وحيدة على أحزانِك كما  تعوَّدتِ ... أحسّت بالدَّوار ،

وشعرت بأنَّ الموتَ يدنو منها ، فهتفت : كيف  أموتُ

وحياتى لم تبدأ بعد.."

_وضوحُ  القضيّة  وبساطة  التعبير وطريقةُ التعامُل مع  صراع  الإنسان  مع  الواقع  ،  وصراعه  الداخلى

"النفسى"..هذاالتوغُّل فى الذات الإنسانية بصراعاتها

المزدوجة  مع  الواقع  والنفس ،  يكشفُ  عن  مهارته الأدبية ، ثم  يُطِلُّ  علينا فى  النهاية  بحلولٍ  خيالية

تعكسُ الياس من حلول الواقع.

وبما إنّ القصّةَ القصيرةَ هى أقربُ الفنونِ إلى الشعر،

فإنه ياتى بعباراتٍ  أقربُ  للشعر ،  ليصنعَ  منها  ذلك

المُعادل   الشعورى  للشخصية   التى   يرسمها   فى توظيفٍ لُغوىّ يخدم البناء ويُحرّك الاحداث  ويدفعُ

فى  شرايين  القصة  الحيوية  المطلوبة ،  كلّما  مرَّ بصراعٍ نفسى على وجه  الخصوص ، كما  راينا  فى قصته "شجرة" وإذا  قرأتم "حبل الراوى"  وفى تلك

القصة " قراريط النعناع" التى يختمها بقوله:

"نمَت عيدانُ النعناع شيئاً فشيئاً ، حتى صارت فرشاً

وغطاءً ، ووسط دوائرِ الخُضرة هبطت حوريّاتٌ  من

السماءِ،لمست أكُفُّهُنّ الناعمة تجاعيدَ وجهِها، فارتدّت

الوردةُ إلى نضارتِها ، زيّنت الحوربّات  رأسَ  العروسِ

بتاجٍ منسوجٍ من عيدانِ النعناع الأخضر ، وبدا  حفلَ

الزفاف.." 

_وإم  كانت  النهايةُ  هى  اللمسةُ  الأخيرةُ  التى  بها لحظةُ التنوير التى تمنح الكشف عن شخصية القصة

أو  الموضوع   ،  فالقصّة   التى  تُبنَى   على  الصراع الداخلى او النفسى، تنتهى  عنده  إلى  احلام  يقظة

او احلام منام.. وقد كان أسلوبُه تصويرى  له دلالتُه،

وجاء فى خدمة المضمون بشكلٍ جيّد.

_ جاء المضمون  مُعبِّراً  عن " التضحية"  فى  سبيل إسعادِ  الآخرين  ، وهم  أخواتُ  بطلة القصة  ، التى ضحّت  بشبابِها  كُلِّه ،  وكانت  الام  والاب  لأخَواتِها حتى زوّجتهنَّ جميعاً ، لتبقى فى النهاية وحيدة.....

وتكتشف إن عمرَها قد  آذن  بالرحيل ولم  تاخذ من

الحياةِ نصيبَها..لكنَّ الذى  يُضحّى  من اجل الآخرين،

وتخذله الدنيا ، لاتخذله السماء ، وسيجدُ عِوَضاً عند

الله ، يكافئه على حُسن صنيعه.

.......................

# تحية وتقدير للأديب /كرم الصبّاغ(مصر)

    مع تمنياتنا له بدوام التوفيق.

_______________


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *