جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءAkid Bendahou

الإضراب الجنسي في الفن و الأدب و الثقافة

 

الإضراب الجنسي في الفن و الأدب و الثقافة

العقيد بن دحو

كنا نعلم وراء كل عمل يقدمه الإنسان وراءه حقوق و مطالب ؛ بل تحرر و تحجج و تعاضد؛ و نقابة تدافع على الفئة الشغيلة البوليتارية ؛ و بالغالب ما تلجا إلى الاضراب و التوقف عن العمل ، إلى غاية ايجاد صيغة للحل او لحلحلت الأوضاع و تتنازل أحد الأطراف لإنقاذ ما يمكن انقاذه ، إذا ما توصل التمرد إلى البلوكاج الاجتماعي السياسي الثقافي الاقتصادي و الجنسي.

يقول (اميل هرمان) على لسان (لفريدريك لونفير) : " اننا نمتاز باطراح الحياء في الأمور السيكولوجية ، كما امتاز القدماء باطراح الحياء في الأمور الرياضية " / ( ساعة مع.....عاكيمار).

بمعنى قد يلجا الفنان الاديب المثقف إلى لمسة ساحرة أسرة او وسوسة مسحة او هدهدة اشارة غامضة هامزة لمزة بقصد او بغير قصد. كاللجوء إلى أوراق العنب التي توضع كتاج على الراس لاثارة الغرائز و الاحاسيس الجنسية عند بطلة الكاتب ( ابسن) هيداجبلر. هيدا جبلر امرأة ناقصة الأنوثة، لذا هي تستخدم المسدس كبديل عما تفتقد من ذكورة عند الرجل. ان المسدس هو الجهاز الذكري الذي تتمناه اي امرأة متمردة حتى لا اقول امرأة شاذة عن مسلمات القرن الثامن التي يفكر فيها وفق نصفه الاسفل الذي لم يتحول بعد إلى خرافة رجل كاملة.

لقد وجدت هيداجبلر بديلا عما كان يفتخر به كل مراهق عن رفقائه او رجل ذو مراهقة متأخرة!.

المسدس عضوها الذكري المفقود كسلاح !.

تمثل عقدة الكترا ؛ عقدة اوديب عند المرأة.

كما هي عند (فريود) .

تعود فكرة الاضراب الجنسي إلى الكاتب الاجتماعي (سيلديز) ، يوم اتخذ الشاعر الاغريقي ارستوفانز  (- 411 ق.م) من بعد 21 سنة من الحرب ، و قد شعر الشعب بأن لا امل في إنهاء و إيقاف الحرب وعودة السلام. حيث فكر الشاعر الدرامي ان يجد حلا عمليا لانهاء الحرب . فاتخذ من شخصية (ليستراتا) / Lysstratat بطلة لتقوم بالحل العملي للتخلص من حالة الحرب ، تجعله تدعو نساء اثينا إلى العمل ليستلمن مواليد الحكم بعد ان تبث لهن فشل الرجال، و تقرر النساء ارغام ازواجهن على عقد الصلح ، و هددن الرجال بالمقابل و الطعم في رجولتهم. و عدم السماح بالاحترام من هن. كما قررنا ايضا ان يتبرجن و ان يتزين؛ و يتجملن - يحرمن الرجال فيغار الازواج ، و أكثر من ذلك يشرع نساء اثينا إلى احتلال مراكز لاكروبول . حيث خزائن اموال الدولة. ولكن النساء استطعن ان يهزمن هؤلاء الرجال الشيوخ العجزة - العجائز خطرون فهم لا يكترثون بما يحدث حولهم في العالم! - مما اضطروا اخيرا إلى عقد الصلح و الجنوح إلى الأمن و السلام في حدود انتشار التسامح و العدل.

ولأن التاريخ يعيد دوما نفسه مرتين ؛ مرة في شكل ماساة و مرة في شكل مسخرة ؛ تتكرر أحداث افعال الاضراب الجنسي عند العديد من الامم و الدول و الشعوب في أمريكا وفرنسا و إيطاليا و كذا بعض الدول الاسكندنافية !. العجيب الغريب ان نساء كينيا وجنوب أفريقيا اتخذن من فكرة الاضراب الجنسي ثقافة نضال...توعية و تعبئة وسلاح. بل وحضارة ايضا. يوم امتنعن عن عدم معاشرة ازواجهن ، و يجعلهن يطعن في ذكورتهم ، يوم يجردهن من مسدساتهم البيولوجية و الاوتوملتيكية الكاتبة للصوت و المعلنة منها.

هذا الاضراب السريري، لا تجسده  أسطورة اوديب ملكا ، حين يجلسوا في هلع أسر.

ربما بكون نصير كل واحد منا ، كونه يشكل مظهرا من مظاهر التجلي في اللاوعينا. يتحقق نمط أوليا او كما يقول ( يانك). يمليى علينا رغباتنا الطفولية .

العديد من تلك الروائع الكلاسيكية التي اتخذت من الاضراب الجنسي وسيلة حتى تلك الاكثر خلقا و اخلاقا ، كانت اونتجونا لحظة القبض عليها و هي تزف إلى( هيذيز) مملكة الأموات تحت الأرض؛ عوضا عن حضن خطيبها في ليلة دخلة فرحها ؛ خطيبها ( هيمون) !.

او في تلك الدراما الكونية (الكترا) التي رفضت كل قيم الزوجية و اختارت ان تعانق الظلام المطبق عليها بالجهات الاربع للغرفة المظلمة بلا ابواب و لا نوافذ. .

اذن الاضراب الجنسي صار ثقافة تماما كما الجنس صار ثقافة ، ليست لعبة ساذجة الغرض منها التكفير و التطهير و انما العابر لزخرف رخام الجسد ، و انما لافعال نبيلة القصد من وراءها التفكير و التغيير ، التفكير في إصلاح الرجال الفاسدين و كذا التغيير من أحوال المجتمع و النهوض بالدولة من رتابة و ستاتيكيات المصير الواحد المتوحد!.

إلى انتهاك عدة ضمائر وعدة عوالم و الثوق إلى الحرية و الانعثاق.

ليست الحرية الليبرالية في بيع الجسد بغية البحث عن لذة سذاجة البداية  او المتعة العابرة ! وإنما من اجل بعث وعي فردي جمعي يعي فيه الطفل أبا الرجل و الطفل أبا الإنسان اجهزته العضوية.

تمة فقط بامكاننا ان نجد تفكيرا اخر احل لغز اثينا بعيدا عن الطوطم و المحرم ، و لكن لتتصالح مع أعضائها وتوظف توظيفا فنيا سليما ادبيا ثقافيا بعيدا عن تلك الفكرة : العضو لكي لا يستعمل يضمر !.

ان الاضراب الجنسي صار يتطلب حلولا سياسية و ليست تبعات اخلاقية قضائية ، و ما صار يميز الاضراب الاجتماعي و التحرر و الاضراب عن الطعام و العصيان المدني صار يميز ( الجنس) بكل ابعاده المستترة و المعلن عنها.

ماذا لو قمنا صباحا فوجدنا اتقاقا مع سبق الإصرار و الترصد نساء الحي ، نساء البلدة يشنون لضرابا جنسيا معلنا على بعولتهن من اجل هدف نبيل اجتماعي قومي وطني كيف سيكون الحال و المال ، و كيف ستكون حجم فضيحة الرجال !؟

في مجتمع عروبي شعاره الدارج يقول : " أفعل العيب و ما تقولش العيب " !

ساعتئذ اننا نقول ما لا نفعل ؛ و نفعل مالا نقول !.

الا ان ما خفي اعظم إذا ما تعلق الامر بالطابو Taboo. المسكوت عنها كالضغط الكامن في اغوار الصخر ليولد انفجار !.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *